Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Géneros
وجوابه؛ هو: أن هذا الحرف وهو إن إذا كان متوسطا بين جملتين، وكانت رابطة للأولى بالثانية كأنهما قد أفرغا في قالب واحد، فإنه يقبح دخول الفاء ها هنا، ولهذا(1) لم يحسن دخولها في قوله: إنه لايضل من هداه، لما ذكرناه، ومن هذا القبيل قوله تعالى: {اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم}[الحج:1]، وقوله تعالى: {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى}[طه:46]، وهذا في كتاب الله تعالى أكثر من أن يحصى، فأما إذا كانت الجملة الثانية قد انقطعت عن الأولى وصارت منفصلة عنها، فإنه يحسن دخول الفاء، ولهذا(2) حسن دخولها في قوله: فإنها عزيمة الإيمان، ومن هذا القبيل، قوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار}[الحج:46]، وقوله تعالى: {إنكم(3) وما تعبدون من دون الله}[الأنبياء:98]، فإنها لما كانت منقطعة عما قبلها جاز دخولها عليها، وفي كلامه هذا دلالة على أنه عليه السلام قد أحاط بعلوم البلاغة عقده وملكه، واستولى على أسرار الفصاحة سلطانه وملكه.
(وأشهد أن محمدا عبده ورسوله): هاتان(4) الشهادتان توأمان لا يكمل الإيمان إلا بهما، ولاتسلم الرقاب عن القتل والأموال عن التغنم والأخذ إلا بالإقرار بهما.
Página 163