قلت له: «لماذا؟»
قال: «إن لي درجة متأخرة منذ عشر سنوات.»
وصمت قليلا وأنا أفكر، ثم قلت له: «لقد كنت مستحقا لهذه الدرجة وأبي وزير.»
قال: «نعم.»
قلت: «مع كل هذه الصلة التي بيني وبينك، وزرتني في البيت، وطالما أخبرتك أن أبي معجب بك، ولا تخبرني أنك مستحق لدرجة يستطيع أبي أن يمنحها لك بجرة قلم.»
قال في عدم مبالاة وفي ابتسامة: «وهل كنت أعرفك من أجل أن تسعى لي في درجة، أترضى لي هذا؟»
هذا هو نجيب محفوظ، إنسانا لا نعرف له شبيها بين الناس.
في عام 1967م وبعد الكارثة الحربية رأيت أنه من العار على الكتاب أن يصمتوا جميعا، ووطنهم يدمر هذا التدمير، فبدأت اتصل بالمثقفين، وأعرض عليهم أن نكتب بيانا ونقدمه إلى رئيس الجمهورية نطالب بالحرية، وبعودة الديمقراطية حتى تستطيع مصر مجتمعة بآراء المثقفين والشعب مواجهة هذه المصائب التي حاقت بالبلاد.
ووجدت عندهم جميعا حماسا منقطع النظير، وكتبت البيان، واشتركوا جميعا معي في كتابته. وبدأت مرحلة التوقيع.
فكان عجبا، لقد وقعت أنا ووقع نجيب، وفقط.
Página desconocida