Dhikra Miawiyya Li Waqicar Nazib
الذكرى المئوية لواقعة نزيب: ٢٤ يونيو سنة ١٨٣٩–٢٤ يونيو سنة ١٩٣٩
Géneros
31
بما فيها من نياشين ووثائق وخرائط وخزانة فيها 45000 كيس (عبارة عن 240000 جنيه) وجدت كما وضعت وكما تركت قبل القتال. ووقعت خيمة البارون مولتكي الألماني في أيدي المصريين بجميع ما فيها من خرط ووثائق وأسلحة وملابس، كما غنم المصريون 20000 بندقية و179 مدفعا بذخائرها، وأسروا 15000 منهم سبعة باشوات أولهم سليمان باشا والي مرعش، وقتل من جانب العثمانيين 4500 جندي وثلاثة باشوات وكثير من كبار الضباط. ويقول البارون مولتكي في الكتاب الذي وضعه «رسائل عن الشرق»: إن الجيش العثماني خسر في تقهقره خمسة أسداس عدده كما خسر جميع مدفعيته. ومن كبار ضباط الجيش المصري استشهد الكولونل إبراهيم بك من ضباط المشاة.
32
وقد طير إبراهيم باشا نبأ هذا النصر العظيم إلى جميع الحكام، وها نص ما كتبه إلى والي حلب: «أخبركم بأني هجمت على الجيش العثماني في «نزيب»، وفي أقل من ساعتين استوليت على مدفعيته وعلى ذخائره وعلى مؤنه، وقد خضع الجيش كله، وأنا سأتابع سيري ولا أقف إلا عند قونية، أما أنتم فأقيموا الأفراح، وبلغوا هذا النبأ السار إلى جميع الجهات.»
وفي الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 4 يوليو، ورد لمحمد علي باشا تلغراف من حفيده عباس باشا يبلغه انتصار إبراهيم باشا بالنص الآتي: «بعد ساعتين قتال مع جيش السلطان استولى إبراهيم باشا على جميع مدافع وخيم ومهمات الجيش العثماني.»
وفي مساء اليوم نفسه وردت خطابات ابنه إبراهيم باشا مفصلة الانتصار العظيم الذي أحرز الجيش المصري، فتلاها محمد علي على قناصل الدول الذين كانوا ماثلين أمامه، وقال لهم: «ها هو الجيش الذي أعده السلطان لطردي من مصر.» وها نص الخطاب الذي أرسله إبراهيم باشا إلى علي برهان بك كاخيته وخازنداره في مصر، وفيه يبشره بالنصر العظيم الذي أحرزه: «أبشرك بأننا استولينا على معسكر جيش السلطان، بعد ساعتين قتال حطمنا الجيش كله، واستولينا على مدافعه وبنادقه وخيمه، ووقعت جميع مهماته في أيدينا، وقد مزقناه شر ممزق، وكان لمدفعيتنا فضل كبير في إحراز هذا النصر، وإني أشعر بعد هذا النصر بأني قد عدت شابا في سن الخامسة عشرة، وقد كتبت إليك هذه الكلمات وأنا في خيمة حافظ باشا سر عسكر الجيش العثماني، وقد وجدتها كما تركها حافظ باشا تماما .» وقد أمر محمد علي باشا بإقامة الأفراح احتفالا بهذا النصر العظيم مدة ثلاثة أيام كاملة، فيها أطلقت جميع القلاع وجميع سفن الأسطول مدافعها ابتهاجا بهذا الحادث العظيم.
من ضمن الوثائق المهمة التي وجدت في خيمة حافظ باشا ووقعت في قبضة إبراهيم باشا؛ الوثيقة التي تتضمن التعليمات والخطط التي وضعها السلطان لحافظ باشا. وخلاصتها: أن محمد علي ينوي إعلان استقلاله في صيف عام سنة 1839، فأوجب السلطان على حافظ باشا السرعة في القضاء على جيش إبراهيم. حدد السلطان أربعة أو خمسة شهور لطرد المصريين من الأناضول ومن سوريا والاستيلاء على قلعة عكا، وحدد أحد عشر شهرا أو سنة على الأكثر لإتمام الاستيلاء على سوريا ومصر معا، وحدد الجيش العثماني بعدد يتراوح بين 60000 و70000، منهم 40000 مشاة و15000 فارس و5000 من رجال المدفعية وأركان حرب و10000 من الجنود غير النظاميين مزودين بمائة وعشرين مدفعا. وقيل في هذه الوثيقة إن المعلومات التي لدى حكومة السلطان تدل على أن سليمان باشا الفرنساوي غير راض عن وجوده في الجيش المصري، وبما أنه فرنساوي فيحسن استمالته وضمه إلينا، وللوصول إلى استمالته يحسن ندب أحد الضباط الفرنساويين الموجودين في الجيش العثماني ليسهل التفاهم معه.
33
وفي الوثيقة أيضا أن محمد علي باشا يميز دائما المسيحيين على المسلمين، لا يرقي المصري المسلم إلا لدرجة يوزباشي، أما النصراني فيرقيه إلى درجة قائمقام وأميرالاي ولواء. فمن ترك محمد علي وانضم إلينا مع 30 عسكريا فامنحوه رتبة يوزباشي، وإذا انضم إلينا قومندان مع أورطته فيمنح رتبة قائمقام، ومن يبث الفتنة والعصيان في جيش إبراهيم يمنح رتبة أعلى. وللوصول إلى هذه الغاية استعينوا بالجواسيس لتبليغ هذه الوعود إلى المصريين، ولاستمالة الدروز الذين انضموا إلى جيش محمد علي جعل السلطان تحت تصرف حافظ باشا 8000 كيس (40000 جنيه) لإغرائهم. وفيها أيضا أن في جيش إبراهيم أوروباويين كثيرين، فيحسن إغراؤهم بالمال ليفشوا أسرار خطط إبراهيم باشا وسليمان باشا الحربية.
34
Página desconocida