قال علي بن أبي طالب للحسين بن علي: يابني إنه لابد أن تمضي مقادير الله عز وجل وأحكامه وسينفذ الله قضاءه وقدره فيك وفي على ما أحب، فعاهدني ألا تلفظ بكلمة مما ألقي إليك وأسره إليك حتى أموت، ولابعد ما أموت باثني عشر شهرا ، يابني أخبرك بخبر أصله من (3) الله عز وجل، تقوله غدوة وعشية فتشغل ألف ألف ملك يعطى كل ملك قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة، ويوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل ملك قوة ألف ألف ملك (4) في سرعة الكلام، ويبنى لك بيت في دار السلام بيت تكون فيه جار جدك، ويبنى لك في الفردوس ألف ألف (5) بيت ومائة ألف قصر تكون فيه من جيران أهلك، ويبنى لك في جنات عدن ألف مدينة، ويجيء معك من قبرك كتاب ناطق: إن هذا لاسبيل عليه للفزع ولاللخوف ولالمزاولة الصراط ولالعذاب النار ولاتموت إلا وأنت شهيد، وتكون حياتك ماحييت وأنت سعيد، ولايصيبك بلاء أبدا ولاجنون (6)، ولاتدعو إلى الله بدعوة فتحب أن لاتمسي من يومك حتى تأتيك، كائنة ماكانت بالغة مابلغت في أي نحو كان، ولاتطلب إلى (7) الله حاجة إلا قضاها لك، ويكتب لك في كل يوم ألف حسنة، ويمحى عنك ألف سيئة، وترفع لك ألف درجة، ويوكل بالاستغفار لك العرش والكرسي حتى تقف بين يدي الله تعالى، ولاتطلب إلى الله جل ثناؤه حاجة لك أو لغيرك في أمر دنياك أو آخرتك إلا قضاها لك أو سبب لك قضاها، فعاهدني كما أذكر لك. قال الحسين : فعاهدني يا أبتي على ما أحببت، قال: أعاهدك على أن تكتم علي فإذا كان محل يمينك أو تعلمه أحدا سوانا أهل البيت وأولياءنا وشيعتنا، فإنك إن تفعل طلب الناس حوائجهم إلى الله في كل نحو فقضاها لهم، وإني أحب أن يتم الله لكم أهل البيت بما علمني مما أعلمك فتحشرون يوم القيامة لاخوف عليكم ولاأنتم تحزنون.
Página 81