Secuela de los Frutos de las Hojas
ثمرات الأوراق (مطبوع بهامش المستطرف في كل فن مستظرف للشهاب الأبشيهي)
Editorial
مكتبة الجمهورية العربية، مصر
Géneros
في ضيفي فليفعل فإنه أهل الفضل والكرم فكتب إليه الوليد أنه لابد أن ترسل إلي يزيد مغلولا مقيدا فلما ورد ذلك على سليمان أحضر ولده أيوب فقيده ودعا يزيد بن المهلب فقيده ثم شد قيد هذا إلى قيد هذا بسلسلة وغلهما جميعا بغلين وأرسلهما إلى أخيه الوليد وكتب إليه أما بعد يا أمير المؤمنين فقد وجهت إليك يزيد وابن أخيك أيوب بن سليمان ولقد هممت أن أكون ثالثهما فإن هممت يا أمير المؤمنين بقتل يزيد فبالله عليك أبدأ بأيوب من قبله ثم اجعل يزيد ثانيا واجعلني إذا شئت ثالثا والسلام فلما دخل يزيد بن المهلب وأيوب بن سليمان في سلسلة واحدة فأطرق الوليد استحياء وقال لقد أسأنا إلى أبي أيوب إذ بلغنا به هذا المبلغ فأخذ يزيد يتكلم ويحتج لنفسه فقال له الوليد ما نحتاج إلى الكلام فقد قبلنا عذرك وعلمنا ظلم الحجاج ثم أنه أحضر حدادا وأزال عنهما الحديد وأحسن إليهما ووصل أيوب ابن أخيه بثلاثين ألف درهم وصل يزيد بن المهلب بعشرين ألف درهم وردهما إلى سليمان وكتب كتابا إلى الحجاج يقول له لا سبيل لك على يزيد بن المهلب فإياك أن تعاودني فيه بعد اليوم فسار يزيد إلى سليمان بن عبد الملك وأقام عنده في أعلى المراتب وأرفع المنازل انتهى.
وحكى أبو علي المصري قال: كان لي جار شيخ يغسل الموتى فقلت له يوما حدثني بأعجب ما رأيت من الموتى فقال جاءني شاب في بعض الأيام مليح الوجه حسن الثياب فقال لي أتغسل لنا هذا الميت قلت نعم فتبعته حتى أوقفني على باب فدخل هنيهة فإذا بجارية هي أشبه الناس بالشاب قد خرجت وهي تمسح عينيها فقالت أنت الغاسل قلت نعم قالت بسم الله أدخل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فدخلت الدار وإذا بالشاب الذي جاءني يعالج سكرات الموت وروحه في لبته وقد شخص بصره وقد وضع كفنه وحنوطه عند رأسه فلم أجلس إليه حتى قبض فقلت سبحان الله هذا ولي من أولياء الله تعالى حيث عرف وقت وفاته فأخذت في غسله وأنا أرتعد فلما أدرجته أتت الجارية وهي أخته فقبلته وقالت أما إني سألحق بك عن قريب فلما أردت الأنصراف شكرت لي وقالت أرسل إلي زوجتك إن كانت تحسن ما تحسنه أنت فأرتعدت من كلامها وعلمت أنها لاحقة به فلما فرغت من دفنه جئت أهلي فقصصت عليها القصة وأتيت بها إلى تلك الجارية فوقفت بالباب واستأذنت فقالت بسم الله تدخل زوجتك فدخلت زوجتي فإذا بالجارية مستقبلة القبلة وقد ماتت فغسلتها زوجتي وأنزلتها على أخيها رحمة الله عليهما:
Página 241