الطبقة الثانية والعشرون وعدتهم سبعة أنفس
...
الطبقة الثانية والعشرون وعدتهم سبع أنفس:
قطب الدين الحلبي ١ عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ٢ الحافظ المتقن المقرئ المجيد أبو علي الحلبي، ثم المصري مفيد الديار المصرية:
ولد في رجب سنة أربع وستين وستمائة وقرأ بالسبع على الشيخ إسماعيل المليجي٣ صاحب أبي الجود سمع من ابن العماد وإبراهيم المنقذي والعز الحراني وغازي الحلاوي وابن البخاري وهذه الطبقة فمن بعدهم حتى كتب عن تلامذته وصنف وخرج وأفاد، وعمل تاريخًا لمصر بيض بعضه٤ وشرح السيرة للحاقظ عبد الغني في مجلدين٥ وعمل أربعين تساعيات وأربعين متباينات وأربعين بلدانيات، وشرح أكثر صحيح البخاري في عدة مجلدات٦ وحج مرات، قال شيخنا الذهبي: جمع وخرج وألف تآليف متقنة مع التواضع والدين والسكينة وملازمة العلم والمطالعة ومعرفة الرجال ونقد الحديث، سمعت منه بمصر ومكة، وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة٧.
قلت: وفيها مات شيخنا برهان الدين إبراهيم بن محمد الواني رئيس المؤذنين
_________
١ الدرر الكامنة ٢/ ٢٤١ رقم ٢٤٨٥.
٢ الحنفي، وهو الذي حث الحافظ عبد القادر القرشي على تصنيف "طبقات الحنفية" وأعانه فيه. وقد ترجمه القرشي في طبقاته، وحفيده المسند قطب الدين عبد الكريم بن تقي الدين محمد شيخ البدر العيني في معاجيم الطبراني، يوافقه اسمًا ولقبًا، وقد توفي هذا سنة تسع وثمانمائة.
٣ بفتح الميم وبالجيم نسبة لمليج من المنوفية ذكره السخاوي، وأبو الطاهرإسماعيل المليجي هذا هو آخر أصحاب أبي الجود غياث بن فارس المتوفى سنة خمس وستمائة.
٤ قال ابن حجر: جمع لمصر تاريخًا حافلًا. لو كمل لبلغ عشرين مجلدًا بيض من المحمدين في أربعة مجلدات ا. هـ. وزاد ابنه التقي المتوفى في سنة اثنين وسبعين وسبعمائة مجلدًا في المحمدين أيضًا.
٥ سماه "المورد الهني" ويقول عنه السخاوي إنه نافع جدًّا.
٦ وهو كبير أيضًا بيض منه إلى نصفه فبلغ ما بيض عشرة مجلدات، ومنه ومن شرح الحافظ مغلطاي، ويستمد من بعدهما من شراح الصحيح لا سميا ابن الملقن؛ فإنه يعتمد عليهما بل ينسخ منهما نسخًا، وللمترجم القدح المعلى في الكلام على بعض الكلام على بعض أحاديث المحلى لابن حزم وكانت أحاديثه تتطلب أن يتكلم فيها مثله إتقانًا وبراعة؛ لأن ابن حزم تحدى جماهير فقهاء الأمة بسلاطته المعروفة في كتابه هذ على أوهام منه في الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل مع ما عنده من الشذوذ عن الجماهير في التفريغ والتأصيل، وله أيضًا "الإلمام" لابن دقيق العيد مع إصلاح ما وقع فيه من الأوهام من عزو الحديث إلى غير من خرجه ونحوه، وإن كان ابن تيمية يقول عن "الإلمام": إنه ما صنف مثله في أحاديث الأحكام ولا كتاب جده، ومما يذكر للمترجم من جميل أخلاقه سماحه بإعارة الكتب للطالبين.
٧ ودفن بمصر خارج باب النصر جوار زاوية خاله المسند المقرئ الشيخ نصر المنجي الحنفي.
1 / 7