الطبقة الثالثة والعشرون وعدتهم خمسة:
الذهبي ١ الشيخ الإمام العلامة شيخ المحدثين قدوة الحفاظ والقراء محدث الشام ومؤرخه ومفيده شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي ٢ الأصل الدمشقي الشافعي المعروف بالذهبي مصنف الأصل:
ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بدمشق وسمع الحديث في سنة اثنتين وتسعين وهلم جرّا وسمع بدمشق من أبي حفص عمر بن القواس وأبي الفضل بن عساكر وخلق، وبمصر الأبرقوهي٣ وبالقاهرة الدمياطي، وبالثغر الغرّافي٤، وببعلبك التاج عبد الخالق، وبحلب سنقر الزيني، وينابلس العماد بن بدران وبمكة التوزري، وأجاز له خلق من أصحاب ابن طبرزد والكندي وحنبل وابن الحرستاني وغيرهم من شيوخه في معجمه الكبير أزيد من ألف ومائتي نفس بالسماع والإجازة، وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيرًا من تآليف المتقدمين والمتأخرين وكتب علما كثيرا، وصنف الكتب المفيدة فمن أطولها "تاريخ الإسلام" ومن أحسنها "ميزان الاعتدال في نفد الرجال" وفي كثير من تراجمه اختصار يحتاج إلى تحرير٥ ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المائة وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين ولي مشيخة الظاهرية قديما ومشيخة النفيسية والفاضلية
_________
١ الدرر الكامنة ٣/ ٢٠٤ (٣٥٢٧) .
٢ نسبة إلى ميافارقين.
٣ بفتح الهمزة والموحدة وسكون الراء وضم القاف وبالهاء نسبة إلى أبرقوه بأصبهان وهو أحمد بن إسحاق المتوفى سنة ٧٠١ على ما في شذرات الذهب.
٤ قال الذهبي في المشتبه: الغرّاف بفتح المعجمة وتشديد الراء بليدة ذات بساتين آخر البطائح وتحت واسط وإليهما ينسب شيخنا تاج الدين علي بن أحمد العلوي الغرّافي محدث الإسكندرية.
٥ قال السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ عند ذكر الميزان: عول عليه من جاء بعده مع أنه تبع ابن عدي في إيراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة ولكنه التزم أن لا يذكر أحدًا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين، وقد ذيل عليه الزين العراقي في مجلد والتقط شيخنا "يعني ابن حجر" منه من ليس في تهذيب الكمال وضم إليه ما فاته في الرواة وتراجم مستقلة مع انتقاد وتحقيق في كتابه لسان الميزان وقد حققته عليه ولي عليه بعض الزوائد ا. هـ..
1 / 22