غيم علا بدر تم قد تقطع من

أيدي النسيم فولى وهو ينسحب

فقلت والنار في قلبي لها لهب

لقد حكيت ولكن فاتك الشنب

كأنما دخان غليونه

حين بدا من ثغره الدري

غيم نشا من شفق أحمر

مرتفعا غطى سنا البدر

قد عض من فوق العقيق بلؤلؤ

من ثغره حلو اللمى والمبسم

فحمى رضابا من سلافة ريقه

قد لاح من شفق العقيق كعندم

حمر له درر الثنايا أمسكت

من عادة الكافور إمساك الدم

ذو لحية بيضاء قد غنى لها

بربابة وبلحن لفظ معجم

بالحنة الحمراء خضب شيبة

من عادة الكافور إمساك الدم

شفق بحمرته تبدى في السما

هو مؤذن بمجيء ليل مظلم

ثم اختفى بضياء بدر طالع

من عادة الكافور إمساك الدم

وشقائق النعمان حول الماء في

روض أريض بالربيع منمنم

هطل الندى فيه النضارة ممسكا

من عادة الكافور إمساك الدم

يوم الفراق بكيت من أحببته

بمدامع تحكي عصارة عندم

حتى التقيت ولاح ضوء جبينه

من عادة الكافور إمساك الدم

قتلت بجلق عصبة لعبت بهم

أهواؤهم بفعال طاغ مجرم

وبشيبة الشاويش كان ختامهم

من عادة الكافور إمساك الدم

ومهفهف وقف الجمال بوجهه

فأهاج شوق أخي الصبابة مغرم

وصفا بياض الخد زين بحمرة

من عادة الكافور إمساك الدم