واختلفت التتار وكرهوا نائب أبي سعيد جوبان والتقوا فقتل بينهم أكثر من عشرين ألفا والسبب أن القآن انحصر من نائبه لاستبداده بلأمور وحجر عليه في أشياء فتنفس إلى خاله إيرنجى وإلى قرمشى ودقماق فقالوا نحن نقتل جوبان واتفقوا على كبسته وانضم إليه أمراء فعمل قرمشى لجوبان دعوه ففهم واحترز وهرب ليلا في نفر وأقبل قرمشى فلم يجده فوقع القتال وقتل نحو الثلاثمائة ثم ساق قرمشى خلف جوبان ووصل جوبان إلى مرند فأكرمه متوليها وأمده بخيل ورجال وقصد تبريز فتلقاه على شاه الوزير وقبل الأرض له وذهب معه إلى أبى سعيد فاعتذر أبو سعيد ولعن أولئك وقال الوزير له يا ملك الوقت جوبان والد مشفق وهؤلاء يحسدونه ولو قتلوه لتمكنوا منك وتعجز عنهم فجمع القآن العساكر وأقبل 28 ب من الروم دمرتاش بن جوبان وأقبل قراسنقر بجموعه في زي عساكر الشام وسار معهم القآن فالتقى الجمعان وذل إيرنجى لما رأى القآن عليهم ثم انكسر وقتلت أبطاله ثم أسر هو وقرمشى ودقماق وأخوه وعقد لهم مجلس فقالوا ما عملنا شيئا إلا بأمر الملك وحاققوا أبا سعيد فصمم وكذبهم وقال إيرنجى هذا خطك معى فجحد وسلمهم إلى جوبان فعذبهم وقتلهم وتمكن
وكان إيرنجى جبارا ظالما ولى الروم ثم العراق وكان أبوه البياخ نائب القآن أرغون وقيل إن جوبان أباد سبعة وثلاثين أميرا ممن خرج عليه واستباح أموالهم وكان دقماق دينا متصدقا حسن الإسلام محبا في العرب ثم خمدت الفتنة بعد استئصال كبار المغل
وفي رمضان جاء بدمشق سيل عظيم وذهب كثير من مساطب السفرجل ولم أر قط ماء أعكر منه لعل في الرطل منه ثلاث أواق تراب فخنق سمك بردى وطفا فأخذه الناس ثم بعد يوم فرغ الماء وعاد وادى مرج شعبان يبسا كما كان وكانت سنة قليلة المياة حتى نشفت قناه زملكا
Página 103