Cola de lo Aprendido
ذيل العبر
Investigador
د.صلاح الدين المنجد
Editorial
مطبعة حكومة الكويت
Géneros
جاء الخبر إلى دمشق بمسك جماعة من كبار أمراء مصر منهم آق سنقر والحجازى وبيدمر البدرى وغيرهم تتمة ستة فجمع نائب الشام الأمير سيف الدين يلبغا الأمراء بعد الموكب واستشارهم فيما يصنع فاختلفوا عليه فكاتب إلى النواب بالبلاد الشامية فأجابه بالطاعة نائب حلب أرغون شاه فتحول نائب دمشق بأهله وخزائنه إلى القصر الظاهرى فأقام به أياما فقدم عليه أمر السلطان يعلمه أنه قد كتب تقليد أرغون شاه نائب حلب بنيابة دمشق ويأمره بالشحوص إلى القاهرة فانتهز الرسول ورده بغير جواب فلما كان من الغد وهو يوم الخميس منتصف الشهر خرج بجميع أهله وغلمانه ودوابه وحواصله إلى خارج البلد عند قبته المعروفة به اليوم وخرج معه أبوه وإخوته وجماعة من الأمراء منهم قلاوون وسيفاه فيمن أطاعهم فباتوا ليلتئذ بأرض القبيبات فلما كان من الغد يوم الجمعة نودى فى البلد من تأخر من الأمراء والجند عن الوطاق شنق على باب داره فتأهب الناس للخروج وطلع الأمراء فاجتمعوا إلى السنجق السلطانى تحت القعلة فلما تكاملوا ساروا نحوه بعد صلاة الجمعة ليمسكوه فجهز ثقله وزاده وما خف عليه من أمواله ثم ركب بمن أطاعه ووافاه الجيش عند ركوبه وهابوا أن يبدأوه بالشر فتقدمهم وساقوا وراءه وأما أهل القبيبات وعوام الناس والأجناد البطالة فنهبوا خامه وكانت قيمته مايزيد عن مائة ألف درهم فقطعوه ونهبوا مطبخه وما قدروا عليه من الشعير والجمال والمتاع وأما العسكر فساقوا خلفه وتتابعت عليه الجيوش وأحاطت به العرب من كل جانب فألجئوه إلى واد بين حماة وحمص فدخل إلى نائب حماة بعد أن قاسى من الشدائد ما قاسى فاستجار به فأجاره وأنزله وأكرمه وكتب إلى السلطان الملك المظفر يعلمه بذلك فجاءه الجواب بمسكه فقبض عليه نائب حماة وقيده وأرسل به محتفطا عليه فلما وصل إلى قاقون جاءه أمر الله فخنق هناك واحتزوا رأسه ومضوا به إلى القاهرة
ثم قدم إلى دمشق شيخنا الأمير نجم الدين ابن الزيبق صحبة الصاحب علاء الدين الحرانى للحوطة على أموال يلبغا ومن تبعه من الأمراء
ومات الأمير سيف الدين قلاوون الناصرى فى هذه الأيام بحمص.
Página 262