والأمور الماضية عند القوة الحافظة نلتذ بذكرها.
وطيب طعم الشيء. «الملذ» موضع اللذة، (ج) ملاذ. «الملذة» الشهوة، (ج) ملاذ.
ونكتفي بهذا القدر من التعريف باللذة لغويا.
واللذة في نظري نتيجة لعمل يكتسب المرء منه رضا وشهوة في حياتنا تلك المليئة بالمتاعب، وهي لا تعدو لحظات أو دقائق كل حين وحين.
فحين يقرأ الإنسان رواية شائقة جذابة يشعر بلذة في تعقب حوادثها، كما يشعر بلذة غامرة حينما يجد البطل الذي يتابعه قد انتصر في النهاية، وكذلك حين ينتصر المرء على عدو له أو خصم في قضية أو خلاف، فلذته حينئذ في هذا الانتصار.
وحين يجتمع المرء بمن يحب ويعشق، فإنه يجد لذته في النظر إليها ومحادثتها والتنصت إلى حديثها العذب، وتشتد لذته حينما يقبلها أو يحتضنها.
أما اللذة الكبرى فحينما يتصل بها اتصالا جنسيا، وهنا ذروة اللذة وذروة السعادة؛ إذ يذوب الجسم في الجسم، والروح في الروح.
والأمثلة كثيرة لا تدخل تحت حصر.
وقد يقول قائل: إن اللذة متصلة بالسعادة، أو هي السعادة نفسها.
وفي الحقيقة، إن هذا القول قد يكون قريبا من الصحة، ولكن هل اللذة نتيجة للسعادة أم السعادة هي النتيجة المباشرة للذة؟
Página desconocida