قبل أن تقرأ
شكر واجب
ذات
قبل أن تقرأ
شكر واجب
ذات
ذات
ذات
تأليف
صنع الله إبراهيم
Página desconocida
قبل أن تقرأ
واكبت سنوات مراهقتي نهاية العهد الملكي في مصر. كانت البلاد تموج بدعوات التحرر الوطني من الوجود الإنجليزي العسكري، والتحرر الاجتماعي من سيطرة الإقطاع، ومن الأمية والمرض والحفاء! .. وشكلت هذه البيئة وجداني، وخاصة الحديث عن أن المعرفة هي كالماء والهواء يجب أن تكون للجميع وبالمجان.
وفي مغرب يوم من سنة 1951م، كنا أنا وأبي عائدين من زيارة لأحد أقاربنا في شرق القاهرة. توقفنا في ميدان العتبة لنأخذ «الباص» إلى غربها حيث نقطن. اتخذنا أماكننا في مقاعد الدرجة الثانية. نعم! كانت مقاعد «الباص» آنذاك - والترام أيضا - مقسمة إلى درجتين بثمنين متفاوتين للتذاكر التي يوزعها «كمساري» برداء أصفر مميز أثناء مروره على الركاب.
جلسنا أنا وأبي خلف الحاجز الزجاجي الذي يفصل الدرجتين، وتابعت في حسد ركاب الدرجة الأولى، بينما كان أبي غارقا في أفكاره التي تثيرها دائما أمثال هذه الزيارات.
قلت بحماس طفولي: «سيأتي اليوم الذي يزول فيه هذا الحاجز، بل ويصبح الركوب بالمجان.»
تذكرت الروايات التي أعشق قراءتها فأضفت: «والكتب أيضا!»
تطلع إلي باستياء من سذاجتي: نعم! الكتب بالمجان؟ يا لها من سذاجة!
ولم أتصور وقتها أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه كتبي أنا متاحة للقراءة بالمجان! وذلك بفضل مبادرة جريئة من مؤسسة مصرية طموحة، فشكرا لها!
صنع الله إبراهيم
شكر واجب
Página desconocida
للأساتذة
ليلى عويس ،
محمد برادة ،
باسم القاضي ، الذين أنارت لي
ملاحظاتهم الطريق، و
حسين حمودة ، الذي
تكرم بمراجعة المخطوطة بالدقة التي يتميز
بها، كاشفا عن عديد من الأخطاء، والتناقضات،
ولأسرة
دار المستقبل العربي
Página desconocida
التي والتني بالتشجيع والمودة،
وللأساتذة
أحمد نبيل الهلالي ،
محمد صبري مبدي ،
فوزي حمزة ، المحامين؛ لما تكرموا
به من نصح وإرشاد.
ص. إ.
ذات
1
نستطيع أن نبدأ قصة ذات من البداية الطبيعية؛ أي من اللحظة التي انزلقت فيها إلى عالمنا ملوثة بالدماء، وما تلى ذلك من أول صدمة تعرضت لها، عندما رفعت في الهواء، وقلبت رأسا على عقب ، ثم صفعت على أليتها (التي لم تكن تنبئ أبدا بما بلغته بعد ذلك من حجم من جراء كثرة الجلوس فوق المرحاض). لكن بداية كهذه لن يرحب بها النقاد؛ لأن الطريق المستقيم، في الأدب والأخلاق على السواء، لا يؤدي إلى شيء ذي بال، ولن يتمخض عنه في حالتنا هذه سوى إضاعة وقت كل من القارئ والكاتب، وهو الوقت الذي يستطيعان استغلاله مع التليفزيون على سبيل المثال، من موقعين مختلفين، بما يعود عليهما بفائدة أكبر بكثير مما قد تجلبه مئات الصفحات الورقية، وبالإضافة إلى هذا فإن النظرة العصرية لفن القص هي نظرة حسية ذكورية تماما، تساوي بين المداخل المختلفة من حيث أهميتها للعملية إياها؛ أي القص، ومن حيث الخاتمة المحتومة التي تنتهي أو لا تنتهي بها، وتشجع الكاتب على أن ينتقي ما يروق له منها، وما يتفق مع مزاجه وقدراته، فيقتحمه مباشرة، وينتهي من الأمر كله بعد عدد محدود من الصفحات.
Página desconocida
تحفل حياة ذات بالكثير من هذه المداخل التي اقترنت بصدمات لا تقل شأنا عن صفعة الألية الأولى، وبعضها نمطي تماما، مثل اللحظة التي اكتشفت فيها أن ما ظنته جرحا عارضا، إنما هو خاصية جديدة اكتسبها جسمها، فأصبح قادرا من الآن على إفراز مياه ملونة بغير اللون الذهبي، فلم يهيئها أحد لهذا التطور (لأن الأب، ككل الآباء، دأب على تجاهل أمثال هذه الأمور وتركها للأم، التي دأبت بدورها، ككل الأمهات، على تأجيل لحظة المكاشفة خشية أن يترتب على تفجر النبع الأحمر من مكان، نضوبه من مكان آخر).
البعض الآخر من هذه المداخل المقترنة بالصدمات يمثل تنويعا على النمط السائد لا يخلو من طرافة، من قبيل ما حدث عندما أمسكوا بها وفتحوا لها فخذيها عنوة، ثم اجتثوا ذلك النتوء الصغير الذي سبب إزعاجا شديدا للمصريين من قديم الزمان. وإن كان من الأمانة أن نسجل أن الاجتثاث، لحسن الحظ أو لسوئه (حسبما تكون وجهة النظر)، لم يكن تاما؛ فالأم التي جردت مبكرا من العضو المزعج، كانت - على عكس ما يتوقع المرء - حريصة على ألا تتمتع ابنتها بفرصة التسلية (قبل الزواج)، ثم التعويض (بعده) التي حرمت هي منها. أما الأب فكان، عكس ما يتوقع المرء أيضا، راغبا في إعفاء ابنته من العملية التقاليدية، متصورا (إن صوابا أو خطأ) أنها المسئولة عما آل إليه أمر نتوئه الخاص. ولما كان توازن القوى النتوئي في قمته، كان لا بد من حل وسط. هكذا سمح بالإبقاء على جزء من النتوء الجليل مما أتى بنتيجة عكسية؛ فبدلا من أن يصبح تعويضا عن الجزء الضائع، صار تذكرة دائمة به.
لماذا نذهب بعيدا ولدينا مدخل طبيعي، محمل بقدر عال من الدراما، بل الميلودراما، ونقصد بذلك لحظة الصدمة الكبرى، ليلة الدخلة؟
هذه الليلة الفاصلة جاءت بعد شهور طويلة من التقارب التدريجي بين ذات وعبد المجيد حسن خميس، تم خلالها ارتياد أماكن الفسحة المتاحة في ذلك الحين (منتصف الستينيات)؛ كازينو فونتانا وسط النيل، كازينو قصر النيل، الهيلتون، حديقة الأسماك، جزيرة الشاي، برج الجزيرة (الذي أقامه عبد الناصر، بديلا عن حركة الأصبع الشهيرة، بالملايين الثلاثة من الدولارات التي حاول الأمريكان شراءه بها)، كما تم ما هو أهم، ونقصد بذلك التعرف على الطفل المعجزة نفسه، الذي استوى عملاقا بمجرد مولده؛ أي التليفزيون، الذي سيلعب دورا رئيسيا في حياتهما المشتركة إلى أن يصبح الرابطة الوحيدة التي تجمع بينهما (وهو المصير الذي لم يتوقعه والد ذات لنفسه عندما أحضر الجهاز إلى منزله متحملا عبء أقساطه الشهرية، على أمل أن يتمكن بواسطته من تجنب أي شكل من أشكال الرباط بأمها).
كانا يجلسان - ذات وزوج المستقبل - أمام الجهاز بالساعات، تحت عيني الأم الساهرة، واهتمامهما موزع بين تمثيل عبد الغني قمر في المسلسل، والمحافظة على الوسائد في أماكنها؛ فقد كان ذلك هو عصر الميني الساحر، الذي خلق للوسائد وظيفة جديدة إلى جانب وظائفها المعروفة (البريء منها وغير البريء)؛ فبوضع واحدة صغيرة فوق الركبتين صار بوسع ذات أن تسترخي في جلستها كما تشاء، دون أن تكشف ما لم يحن الوقت بعد لكشفه، وأمكن للأم أن تتفرغ لمتابعة أحداث المسلسل، مكتفية بنظرة جانبية بين الحين والآخر تطمئن بها على ثبات الوسادة في موضعها، وإن كانت هذه النظرة السريعة كفيلة بتشتيت انتباهها إذا حدث وامتدت، بالرغم منها، إلى فخذي العريس المرتقب والوسادة المماثلة التي استقرت فوق حجره؛ إذ تحار في معرفة الغرض منها طالما أن عبد المجيد يملك ساترا طبيعيا ممثلا في بنطلون بذلته الأنيقة. وبمرور الوقت توصلت المرأة الساذجة التي تتميز بضآلة التجربة وسعة الخيال، بقدر يماثل ما لديها من ضيق أفق وتحجر في المشاعر، إلى قناعة ملأتها بالإشفاق على ابنتها؛ فقد تصورت أن احتياج خطيب ابنتها إلى ساتر إضافي، مبعثه ضخامة ما هو مضطر لحجبه عن الأنظار.
ما لم يكن عبد المجيد مضطرا إلى حجبه كان أكثر ضخامة، ونقصد بذلك أليته أو مؤخرته أو عجيزته (فالمعجم لا يمدنا بوصف يقارب في الدقة والإحكام المورفولوجيين ذلك الذي تؤديه الكلمة البذيئة الموجودة الآن على طرف لسان القارئ أو القارئة)، وهو الجزء الذي تضاءل وانكمش على مر الزمن في تناسب عكسي مع ازدهار قرينه لدى ذات.
فيما عدا ذلك لم يكن هناك ما يعيبه؛ كان وسيما، أنيقا، مسلحا بالضروريات الذهبية؛ علبة السجائر والولاعة (رونسون)، الخاتم، عطر أولد سبايس، الحذاء الضيق المدبب، معرفة بأنواع الطعام وبروتوكولاتها، شكوى دائمة من سياسة الدولة المتحيزة للقطاع العام والتصنيع، طريقة متعالية في الإشارة لسائقي التاكسي تجبرهم على التوقف، وتملأ ذات بالزهو، أهمية بالغة يضفيها على كل حرف يخرج من بين شفتيه، آراء قاطعة في مختلف الأمور يدلي بها في ثقة تجبر الآخرين (أو على الأقل ذات) على الاقتناع بها، وتنتهي عادة بالكلمة التي حيرتها طويلا هي وأبيها المحدود الثقافة، إلى أن أنست إليه، بعد الزفاف بالطبع، ووجدت الشجاعة لأن تستفسره، فرفع حاجبيه في دهشة أخجلتها، وتكرم موضحا: «أوف كورس؟ بالطبع.» وبالإضافة إلى ذلك كانت هناك مواقفه العنترية ومعارك الدفاع عن العزة والكرامة، فضلا عن الحق، التي لم يتح لها أن تشهد شيئا منها؛ لأنها كانت تجري إما في البنك الذي يعمل به، أو في العمارة التي يسكنها، أو في الجامعة التي «لا» يتردد عليها.
نعم، غيمة واحدة في سماء عبد المجيد الصافية؛ إنه لا يحمل شهادة جامعية، لكن بينه وبينها امتحان واحد حال مرضه دون التقدم إليه، وهو يتقاضى الآن مرتبا مرضيا، وأبواب المستقبل مفتوحة أمامه على مصراعيها.
كانت تلك فترة الآمال العريضة، والتطلعات الجسورة والأحلام؛ أحلام النوم وأحلام اليقظة بكافة أنواعها (الجاف منها والمبتل). أمام بركة البط في حديقة الميريلاند قالت له: غسيل الملابس لم يعد مشكلة بفضل الأومو. قليل منه في طبق ماء من البلاستيك، ويقلب حتى يصنع رغوة كبيرة، ثم تلقي الواحدة فيه بالقميص أو البلوزة وتنصرف لعمل الشاي أو الطبيخ. وبعد ذلك دعكة أو دعكتين، ولا حاجة إلى هري الأصابع أو الغسالة (تقصد المرأة التي تغسل وليس الآلة، التي لم يكن عصرها قد حل بعد).
استقبل عبد المجيد هذا الإعلان عن النوايا بغير حماس؛ ذلك أن صورة الغسالة الجالسة أمام الطشت كاشفة عن فخذيها وأحيانا ثدييها عندما تنحني لتقبض بحزم على ياقة القميص أو قعر الكيلوت، وتدعك أيا منهما في أناة أولا بقطعة صلبة من صابون «الميزان»، ثم بقبضة اليد. هذه الصورة كانت تعشش في ركن من رأسه، ليس فقط كذكرى أول إطلالة على العالم المثير إياه، وإنما أيضا كإمكانية محتملة في المستقبل المديد.
Página desconocida
إلى جانب الأومو كانت هناك أصابع مزيل العرق وحبوب منع الحمل، بالطبع، وأخيرا الثالوث المقدس الذي لم يعد من الممكن أن يستغني عنه المنزل العصري، والذي جعله عبد الناصر في متناول الجميع؛ السخان وبوتاجاز المصانع الحربية، وثلاجة إيديال. هكذا وصلنا إلى بيت القصيد؛ العش.
رسم عبد المجيد الحدود بلهجته القاطعة؛ ثلاث غرف وصالة (فكري في الأطفال)، بلكونة على الشارع (لا بد أن نكون على وش الدنيا)، الطابق الثاني (خير الأمور الوسط)، عمارة جديدة وجيران محترمون، حي نظيف وراق، أوف كورس، لا يكون بعيدا عن البيت الكبير (قاصدا، بالطبع، بيت أهله لا أهلها؛ مما خلق الشجار الأول الذي لم يتوقف منذ ذلك الحين ولا حتى بعد انتقال سكان البيتين الكبيرين جميعا إلى بارئ الكل).
كان الحديث، بالطبع، عن شقة للإيجار (فلم تكن بدعة التمليك قد ظهرت بعد)، لكن جمال عبد الناصر، المنتشي بهتاف الجماهير ومطالبتها بالمزيد، أجرى تخفيضين متعاقبين لإيجارات المساكن، جلبا له تصفيق الساكنين الفعليين وسخط أقرانهم المحتملين؛ لأنه ترك للبيروقراطيين من أصحاب المؤخرات الكبيرة العناية بالتفاصيل، وهكذا أذاب عبد المجيد عدة أزواج من الأحذية الضيقة المدببة قبل أن يحالفه الحظ.
ففي أحد أطراف حي مصر الجديدة، على مسافة متساوية من منزل أهله في العباسية ومنزل أهلها في الزيتون، وفي شارع داخلي قريب من خط الترام الملقب بالمترو، الذي كان ما يزال مفخرة الحي في الانتظام والنظافة (لقرب العهد بالوجود الأجنبي، قبل أن يضفي عليه المصريون الأصلاء طابعهم القومي الصميم، فتنوء عرباته بوطأة الزحام، وتختفي قضبانه أسفل أكوام القمامة)، عثر عبد المجيد على مقاول طيب من فئة غير المستغلين، بنى لنفسه عمارة، وشغل شقتين منها، وأجر الشقق الباقية، دون خلو، لمستأجرين محترمين، بينهم واحد من الشرطة وآخر من الجيش، يشتركون جميعا في أنهم حديثو عهد بالزواج، وأن أبواب المستقبل مفتوحة أمامهم على مصاريعها.
رحب عبد المجيد بالسكنى في عمارة العرسان رغم السلبيات؛ فالشقة الوحيدة المتاحة كانت في الطابق الرابع، ولا تطل على مدخل العمارة. هذه الخاصية الأخيرة دفعت بالدموع إلى عيني ذات؛ إذ داهمها يقين بأنها قد حرمت إلى الأبد من الإطلال على وجه الدنيا. على أنها لم تلبث أن تبينت الإيجابيات على ضوء السباق القائم بينها وبين أختها الكبرى زينب (التي تحطم زواجها على صخرة الشقة)، وابنة خالتها عفاف (التي تقيم مع زوجها المحاسب في بدروم)، وأعز صديقاتها هناء (التي تعيش مع زوجها الضابط في غرفتين بناهما له أبوه فوق سطح منزله)، وصفية (التي هاجرت إلى الإسكندرية لتقيم مع زوجها عند أهله)، ومنال التي تعيش أيضا مع أهل زوجها في انتظار حصوله على بعثة الدكتوراه، وأخيرا أبوي ذات نفسها اللذين يقيمان في شقة رطبة مظلمة بالطابق الأرضي.
تضاعفت الإيجابيات عندما تسلما الشقة جاهزة للسكنى (ففي تلك الأيام لم يكن المستأجر ملزما بدهان الحوائط وتبليط الأرضيات وتركيب الحنفيات والمواسير؛ لأن الملاك وقتها كانوا من الغفلة بحيث يقومون هم أنفسهم بكافة التشطيبات الضرورية، بل إن مالك عبد المجيد الطيب تقبل بصدر رحب الطلب الذي تقدم به كشرط لتوقيع عقد الإيجار، وهو تركيب مصباح أحمر فوق باب غرفة النوم يضيء تلقائيا عند إغلاق بابها من الداخل بالمفتاح (مما يعطينا فكرة عن الأهمية التي كان عبد المجيد يعلقها على هذه الغرفة في مطلع حياته الزوجية). انشرح صدر ذات، وأخفى عبد المجيد رضاه خلف تقطيبة صارمة، وهما يطوفان بأرجائها يتشممان رائحة الطلاء الطازجة، ويتأملان الجدران الناصعة؛ لا صراصير وفئران، وآثار أيد فوق دواليب المطبخ، وأجزاء مكسورة من بلاط الحمام، وحفر مسامير متناثرة فوق الجدران، ومقابض أبواب منزوعة، وأسلاك مدلاة من الأسقف وقد تراكمت عليها الأتربة ومخلفات الذباب. قطيعة كاملة مع ماض مليء بالأركان المهملة والوساخة المتراكمة لصالح مستقبل مفتوح الأبواب على مصاريعها، سينقلهما في الوقت المناسب من ظهر الدنيا إلى وجهها.
بكت ذات بدموع غزيرة وهي تغادر منزل أبويها لآخر مرة في رداء الزفاف المقترض من ابنة خالتها، معتمدة على ساعد عبد المجيد المتألق في بذلته السوداء، لتقلهما إلى منزل الزوجية سيارة أجرة، يتبعهما الأهل والأقارب وأخلص الأصدقاء والصديقات في عدد من السيارات المماثلة (ما زلنا نتحدث عن عصر لم يكن فيه امتلاك سيارة خاصة أسهل من الحصول على شقة). تفقد الجميع الشقة وأثاثها وسط الضحكات الخجولة، ثم انسحبوا بعد أن تجرأت زينب وأطلقت زغرودة عالية تشهد بها العالم على الظلم الذي حاق بها، أو تستعطف بها الحظ، وتبعتها منال المشهورة برعونتها؛ مما أثار استنكار عبد المجيد المصمم على بداية جديدة تماما لا مكان فيها لما هو مبتذل وبلدي. وأصبح العروسان أخيرا بمفردهما.
تمنعنا ظروف النشر الراهنة من التعرض بالتفصيل لواحدة من أخطر اللحظات في حياة كل من ذات وعبد المجيد؛ لهذا سنتركهما بعض الوقت، وقد انهمك عبد المجيد في فض زجاجة ويسكي ليهدئ ما انتابه من روع، ثم نعود إليهما بعد حوالي الساعة، لنجدهما جالسين على حافة الفراش، عاريين تماما، وهما يبكيان.
الذي حدث أن عبد المجيد اكتشف، أو ظن أنه اكتشف، أن البضاعة التي أنفق عليها كل مدخراته، ورهن بها مستقبله، لم تكن سليمة تماما، وأن آخر، وربما آخرين، سبقوه للعبث بمحتوياتها أو على الأقل بغلافها. هل هذا يدعو للبكاء؟ ربما، لكن المسيل الأساسي لدموعه لم يكن الاكتشاف وإنما الشك؛ فقد أقسمت ذات بكل يمين، أمام الملاءة البيضاء من كل سوء، أن أحدا غيره لم يلمسها، وقامت تبحث عن كتاب الله لتعزز القسم، فأتيحت له الفرصة ليرى البضاعة من الخلف في كامل عريها، وسره ما رأى فجفت دموعه. أما ذات فقد تبينت أنها غفلت عن إحضار المصحف الذي أهداه أبوه إليهما (ربما لهذا السبب بالتحديد، أو لأننا ما زلنا في الستينيات، وعلى أية حال فإن هذا السهو سيتم تداركه في المستقبل إذ ستمتلئ الشقة بكافة أنواع المصاحف)، فعادت إلى مكانها بجواره واستأنفت البكاء. لماذا؟ لأنها اكتشفت أن الشيء الذي عانت كثيرا من أجل المحافظة عليه لم يكن موجودا من الأصل.
سنقفز الآن عبر مجموعة من اللحظات الهامة في حياة ذات، تصلح كل منها مدخلا لقصتنا؛ الأيام الحزينة التي تبين فيها أن الجيش المصري لا يتقدم في سيناء شرقا وشمالا، وإنما جنوبا وغربا، الانسحاب الدرامي الذي قام به جمال عبد الناصر ومن بعده فريد الأطرش وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، اللحظة التي وقعت فيها عيناها على الفخذين العاريين المبهرين لجارتها الشابة، وتلك التي أصبحت فيها، أو ظنت أنها أصبحت شيوعية، والأخرى التي اكتشفت فيها طريقة مبتكرة لعمل دريسنج للطورطة من مواد محلية رخيصة.
Página desconocida
سندع كل هذه اللحظات المصيرية جانبا، الآن على الأقل، ونتوقف عند واحدة لا تقل عنها أهمية.
ففي زمان بركة البط في حديقة الميريلاند أعلنت ذات، التي كانت تستعد للمرة الثانية لامتحان أول سنة في كلية الإعلام، أنها تنوي مواصلة الدراسة لتعمل بعد التخرج، في إحدى الصحف، أو إذا ما أسعدها الحظ، في التليفزيون.
اصطدم إعلان النوايا الثاني بالرفض القاطع من جانب عبد المجيد، الذي كان قد نجح لتوه في عدم التقدم لامتحان التخرج من كليته، وأعلن بلهجته الحاسمة، وهو يصوب إليها نظرة صارمة ذكرتها بأبيها فألجمتها، أن البيت سيحتاج إلى كل وقتها خصوصا بعد أن تبدأ المفرخة عملها، فضلا عن أنه قادر على تلبية كل احتياجاتهما من الآن، فما بالك بعد أن يحصل على الليسانس الموعود؟ ومن جديد رسم عبد المجيد الحدود؛ داخل البيت لها وخارجه له.
استقبلت ذات الحدود المقترحة بشيء من الارتياح؛ فقد استكانت إلى المظلة المتينة المهداة إليها والتي مثلت امتدادا طبيعيا لمظلة أبيها. ووجدت فيها فرصة لتسجيل نقطة على ابنة خالتها التي أجبرها زوجها على العودة إلى العمل منذ اليوم الأول لزواجهما كي يتمكنا من الصعود إلى سطح الأرض، كما أنها لم تكن متحمسة كثيرا لمواصلة الدراسة، فبسبب محدودية العملية التقاليدية التي أجريت لها في طفولتها، كانت تجد صعوبة بالغة في التركيز، وتنتابها حالة غريبة عند القراءة أو الكتابة، تمتطي فيها الكلمات ظهر بعضها البعض، فتختلط الألفاظ والمعاني.
انقطعت ذات عن الكلية، واستراحت من مشاكل المواصلات ومضايقات الزحام، وتفرغت لرعاية بيتها وتشغيل الحضنة، وواصل عبد المجيد عدم التقدم لامتحان التخرج السنوي، بينما لم تتوقف تكاليف المعيشة عن الارتفاع، إلى أن جاء اليوم الذي أعلن فيه بنفس اللهجة القاطعة أن بقاءها في المنزل ليس له «ميننج»، وأنها لا بد أن تعمل كالأخريات.
كيف؟! وهي لم تعد مؤهلة لأي عمل، بل وأوشكت أن تنسى مبادئ القراءة والكتابة، ولا تجيد غير أعمال المنزل، بل إن هذه كثيرا ما تختلط عليها تحت وقع نظرات عبد المجيد الصارمة (فتضع الملح بدلا من السكر، أو الخل بدلا من ماء الورد، أو تتجمد أمام حلة اللبن أو كنكة القهوة، مترددة بشأن اللحظة الملائمة لإبعادهما عن النار إلى أن تفور محتوياتهما).
لكن مجيد، كما ألفت أن تدعوه في لحظات الصفاء، القادر على كل شيء، أوجد لها عملا في صحيفة يومية، عن طريق أحد مديريها الذي كان من عملاء البنك، وفي قسم لا يتطلب أي موهبة على الإطلاق؛ لأنه كان مسئولا عن متابعة وتقويم عمل الجريدة كله.
كان عمل القسم يتلخص في مراجعة المواد المنشورة لاكتشاف الأخطاء المطبعية واللغوية والسياسية والمهنية، ثم مقارنتها (المواد لا الأخطاء) بما تنشره الصحف الأخرى لتعيين أوجه السبق أو التقاعس، وإثبات هذا كله في تقرير يومي يرفع إلى رئيس التحرير ليرفعه إلى رئيس مجلس الإدارة. ولما كانت الصحف اليومية كلها تستقي أنباءها من نفس المصدر، والأخطاء المطبعية واللغوية، فضلا عن غيرها، أفدح من أن يكتشفها العاملون في القسم الذين لا يتعدى تعليمهم مرحلة الجامعة، والذين جاءوا إلى القسم من مناح شتى، كما جاءت ذات فيما بعد، ولما كان رئيس مجلس الإدارة يلقي بالتقارير في سلة المهملات بيده اليسرى؛ لأن اليمنى لا تفارق سماعة التليفون التي يتلقى عبرها التعليمات الخاصة بما يجوز وما لا يجوز نشره من أقل العاملين شأنا في مكتب وزير الإعلام أو رئاسة الجمهورية بعد أن يبلغه بآخر الأنباء والإشاعات، فإن رئيس القسم، وهو رجل أربعيني طيب القلب يحمل اسما مصريا صميما له عبق التاريخ، هو أمينوفيس فلتس قلته، ويعمل منذ سنوات في إعداد موسوعة ضخمة للشخصيات المعروفة التي زارت القاهرة (بصفتها عاصمة حركات التحرر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية)، توصل إلى طريقة عملية لإنجاز مهام القسم تسمح له بالتفرغ لسجله الهام، فأعد بنفسه سبعة تقارير نموذجية لأيام الأسبوع السبعة، وبينما ينهمك معاونوه في قراءة الصحف والتلفنة والثرثرة، وازدراد السندوتشات والشاي والقهوة، ثم يتسللون إلى الخارج واحدا بعد الآخر، يعمل هو في صمت، فيخرج أحد التقارير السبعة النموذجية من حقيبته، وينسخه في الورق المخصص لأعمال القسم (فلم تكن ماكينات تصوير المستندات قد انتشرت بعد)، ثم يضع عليه تاريخ اليوم ويبعث به إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة، وينصرف إلى مؤلفه الجليل. وفي اليوم التالي يختار تقريرا آخر حتى ينتهي الأسبوع ويبدأ أسبوع جديد، فيعيد الكرة بنفس التقارير مبدلا في ترتيبها بحيث لا يتكرر أحدها في يوم معين إلا مرة كل 49 يوما، طبقا لجدول دقيق أعده لذلك.
أحرزت خطة أمينوفيس نجاحا باهرا ، وأصبح القسم مضرب المثل في الإنجاز، إلى أن استدعاه رئيس مجلس الإدارة في أعقاب الانقلاب الذي قام به السادات ضد أعوان عبد الناصر، وقال له وهو يتفحصه بإمعان: «أوشى بك أحدهم يا أمينوفيس.»
بوغت الرجل الطيب وظن أن خطته افتضحت، لكن رئيس مجلس الإدارة أضاف أن المباحث استفسرت عنه وعما إذا كان عضوا في التنظيم السري الذي شكله عبد الناصر، في السنوات الأخيرة قبل وفاته، من أعضاء تنظيمه العلني ليجعلهم في حيرة من أمرهم.
Página desconocida
أقسم أمينوفيس بالأب والابن والروح القدس أنه لم يهتم بالسياسة في يوم من الأيام، وأن عضويته في الاتحاد الاشتراكي عضوية روتينية، عادية، شأن بقية المصريين.
أطرق رئيس مجلس الإدارة، الذي كان هو نفسه من كبار المسئولين عن التنظيم السري داخل التنظيم العلني، ثم قال: «عارف يا أمينوفيس، عارف. نفس ما قلته لهم.» وأضاف أنه شهد لصالحه مستندا إلى تقاريره النموذجية التي سيتم تدريسها يوما ما بكليات الصحافة والإعلام، وأن الواشي في رأيه ليس إلا مجرد طامع في رئاسة القسم الذي يتولاه أمينوفيس بكفاءة.
تعدد الطامعون، وتكررت الوشايات، لكن أمينوفيس صمد في موقعه وازداد تشبثا به، فرغم أنه كان يواصل الترقي حتى أصبح في درجة نائب رئيس التحرير ومن حقه أن يرأس صالة التحرير، إلا أنه رفض التخلي عن قسمه؛ إذ انحصر كل طموحه في الحياة في إنجاز موسوعته التي ازدادت ضخامة نتيجة تدفق الأعلام والمشاهير على البلاد بعد انفتاحها على حركات التحرر في أوروبا الغربية والولايات المتحدة.
خلال ذلك كانت ذات، التي لم يفارقها شعورها بالتطفل على مجتمع من العاملين المؤهلين جيدا للعمل الذي يتفانون في عدم أدائه، تدفن رأسها بين الصحف والمجلات، لا ترفعها إلا حين تحين فرص التلقي. فبسبب الهدوء الذي يسود المكان؛ نتيجة انهماك أمينوفيس ومساعديه في عملهم، أو نتيجة لغلبة النساء بينهم على الرجال؛ وبالتالي وجود فائض قابل للتصريف، أو لمجرد الملل الذي يعانيه من يبذلون جهدا خارقا في عدم العمل، فإن القسم صار ملتقى لعدد من المحررين يعقدون فيه جلسات البث المتبادل التي تحرمهم منه صفحات الجريدة، بينما تجلس ذات صامتة، مبحلقة العينين، تتلقى الصدمات تلو الأخرى، وخاصة من مصور سمين خفيف الدم يدعى منير زاهر، ظهر في القسم أول مرة حاملا مسجلة، ودون أن يعبأ بأمينوفيس الذي كان مستغرقا في مراجعة كشوف ركاب الترانزيت في مطار القاهرة الدولي، أدار أحد الأشرطة. عدوية؟ ولا حتى الشيخ إمام: «يا أهالي أجهور، أنا سعد إدريس حلاوة، منكم وفلاح زيكم. بازرع أرضي بإيدي وعرقي. ما سبتهاش ورحت أبيع الجاموسة، أو أرهن البيت واستلف بالفايظ عشان أشتري تذكرة سفر، أو عقد عمل مزور للعمل في ليبيا أو السعودية .. النهارده 26 فبراير 1980، النهارده بالذات السادات فتح لإسرائيل سفارة في الدقي ورفعوا عليها علمهم. يا أهالي أجهور .. أنا خلاص قررت أدفع دمي عشان نبقى فوق .. أنا معايا اتنين رهاين من أفراد الشعب الغلبان .. وإذا كان الخديوي السادات خايف على حياتهم؛ يطرد السفير الإسرائيلي فورا من القاهرة خلال 24 ساعة وإلا أقتل الرهاين وأقتل نفسي.»
الصدمات كانت متنوعة؛ آلة الطباعة بالغة الحداثة التي أمر رئيس مجلس الإدارة بشرائها بعشرات الآلاف من الدولارات، ثم أودعت البدروم بعد أن تبين عدم الحاجة إليها، وبعد قليل تم تكهينها وبيعت لأحد أقاربه بعشرات المئات من الجنيهات. صاحب العمود اليومي الذي شن حملة على اختفاء قطرة للعين، ثم قام برحلة لأوروبا على حساب الشركة التي تنتجها. المحرر الذي تخصص في تزويد رئيس التحرير لا بالأخبار وإنما بالفتيات، والآخر الذي يزود السيدة الأولى بالأخبار والتبرعات، والثالث الذي يحج كل عام إلى بيت الله الحرام على حساب خادمه (البيت لا الصحفي)، والرابع الذي ترقى من كتابة تقارير المباحث إلى إعداد خطب رئيس الجمهورية.
حصيلة وافرة لا تحلم بها واحدة من ماكينات البث المنتشرة في البيوت والمكاتب والتجمعات؛ مما دفع ذات، بعد أن استعادت ملكة القراءة، إلى محاولة التغلب على صعوبة تحريك اللسان التي لازمتها منذ الصغر وتفاقمت على يدي، أو بالأحرى عيني عبد المجيد (فما إن تبدأ في محاولة ترتيب الحروف فوق لسانها، وصياغتها في كلمات ، حتى يرميها بإحدى نظراته الصارمة، ويقاطعها بلهجته الحاسمة مؤكدا لها خطأ ما تنوي قوله، «أوف كورس»، فتتبعثر الحروف، وتمتطي ظهر بعضها البعض). وساعدها الحظ؛ إذ بدأت تظهر على عبد المجيد آثار اتساع الهوة بينه وبين أحلامه (فالحلم الرأسمالي الذي كان يبدو قريب المنال في ظل اشتراكية عبد الناصر، صار للعجب مستحيلا في عهد رأسمالية السادات).
استمع عبد المجيد دون مقاطعة لنبأ الشريط إياه، ثم علق باقتضاب قائلا إن صاحبه مجنون أو شيوعي (الأمر الذي أثار قلقها لأسباب تتعلق بأيام الدراسة)، وتلقى بغير مبالاة أنباء الفضائح والمباذل، وباهتمام واضح قصص الثروات الضخمة التي تتكون بين يوم وليلة (إذ وجد فيها شيئا من الإشباع رغم أنها كانت تتكون بعيدا عنه). وبالتدريج أخذت ذات تحمل معها يوميا جعبتين؛ واحدة للسندوتشات والمخللات تذهب بها إلى العمل، وأخرى لمواد البث تعود بها إلى المنزل وتستعين بها على مد قنوات الاتصال، التي دب إليها الوهن، مع عبد المجيد، وعلى مواجهة المنافسة الشرسة أثناء الزيارات العائلية. وسارت الأمور على هذه الوتيرة إلى أن وقعت حادثة الصورة.
فعندما مات جمال عبد الناصر وأصبح السادات رئيسا للجمهورية، أراد البيروقراطيون أن يضعوا صورة الأخير مكان صورة سلفه على جدران المكاتب الحكومية والمؤسسات المختلفة، لكن السادات رفض ذلك الإجراء، مقدما لمواطنيه درسا قيما في الوفاء؛ فقد روي عنه قوله، إن الأفضل من رفع صورة عبد الناصر تركها حتى تقع من تلقاء نفسها. هكذا استقر الوجه المتبتل ذو الزبيبة إلى جوار سلفه الباسم ذي الفودين الأشيبين حتى تحققت نبوءة السادات وأخذت صور عبد الناصر تتساقط من تلقاء نفسها (وقد بدأت هذه الظاهرة في الشركات التي تأسست طبقا لقانون الاستثمار الجديد، ثم انتقلت منها إلى بقية المؤسسات). لكن الغرفة التي تضم قسم متابعة الأخبار وتقويمها احتفظت بالصورتين متجاورتين بفضل ذات التي كانت تتلقى زيارات ليلية من العملاق الباسم ذي الفودين الأشيبين بالتناوب مع أبيها (الذي انضم إلى عبد الناصر، في السماء لا على الجدار)، إلى أن اغتيل السادات.
أصبح لدى البيروقراطيين خبرة بتغير الرئاسة ، فجرى على الفور توزيع صور الرئيس الجديد المؤطرة على المكاتب والمؤسسات. وطبقا لمبدأ الوفاء الذي أرساه الرئيس المقتول كان يتعين الإبقاء على صورته إلى جوار صورة الرئيس الجديد. ولم يتسع جدار غرفة قسم المتابعة والتقويم لصور الرؤساء الثلاثة الكبيرة بإطاراتها السميكة، فسنحت بذلك فرصة التخلص من أولهم. لكن ذات لم تقبل الإطاحة برئيسها المحبوب، وفي شجاعة نادرة لم تبدر منها من قبل أو من بعد قالت: «إذا كان لا بد أن يذهب أحد فليكن السادات.»
أدرك أمينوفيس الخطر الكامن في هذا الموقف؛ إذ سيحيي من جديد الاتهام الموجه إليه بعضوية التنظيمات السرية؛ مما قد يؤدي إلى الإطاحة به من رئاسة القسم، خاصة وأن أحدا لم يكن يعرف بعد أين يميل الرئيس الجديد، رغم أنه أعلن أكثر من مرة: «ماي نيم إيز حسني مبارك.» ولكي يخلي نفسه من المسئولية كتب تقريرا بالأمر (هو أول تقرير جديد له منذ التقارير السبعة التاريخية)، رفعه إلى رئيس مجلس الإدارة. وأسفرت القصة كلها عن الإطاحة بشخصين؛ عبد الناصر وذات.
Página desconocida
نقلت ذات إلى الأرشيف الذي يحتل الطابق الأخير من مبنى قديم مجاور، يصعد إليه درج مظلم وكئيب، وتتصدره صالة طويلة ضيقة غصت بالمكاتب الخشبية والمعدنية المتلاصقة، والمقاعد الخالية، وحملت جدرانها المدهونة حديثا بلون أخضر قاتم، بصمات الأيدي وحواف المقاعد، بالإضافة إلى صورة واحدة، للرئيس الجديد بالطبع، يجلس أسفلها رئيس القسم (من غيره؟) وهو رجل ضئيل الجسم، تخلل شعره الشيب، لم يحلق ذقنه منذ أيام، يرتدي قميصا متسخ الياقة. تأملها بعينين أشبه بالمكحولتين، وأشار لها بيد التوت أصابعها الرفيعة على نفسها نحو الكف كالمخالب؛ لتجلس فوق مقعد قريب منه، ثم دفن رأسه في إحدى المجلات، وتجاهلها تماما، لا عن خجل أو ضغينة، وإنما لأنه لم يكن يعرف ماذا يفعل بها.
هكذا أتيحت لها الفرصة لأن تتأمل، من موقع الرئاسة، مسرح عملها الجديد؛ الملفات المكومة فوق المكاتب تعلوها الأتربة، الصحف والمجلات المتناثرة في إهمال، أرفف المجلدات المصفوفة في نظام يحول دون الاستدلال إلى أحدها، والسدنة؛ شاب هادئ يقرأ كتابا مستعينا بقلم يخطط به السطور؛ مما يقطع بأنه طالب في إحدى الكليات، وعدة نسوة قبيحات الوجوه؛ اثنتان في حجاب الرأس (إحداهما في بلوزة رمادية وجيبة سوداء، والثانية في فستان من قماش مستورد صارخ الألوان كمكياجها وأثقال من الذهب حول رقبتها ومعصميها وفي أصابعها وأذنيها)، والثالثة في حجاب كامل، بمنكبين عريضين وملامح أسيانة، والرابعة في فستان عادي، ماكسي، أسود اللون، سواد الشامة التي تزين خدها، والخامسة بوجه يشبه وجه الأرنب، وجيبة مزركشة مع بلوزة وردية اللون.
مرت لحظة التأمل في صمت، وما إن اكتشف السدنة أن زميلتهم الجديدة، التي سبقتها دعاية واسعة، تبدو (كما ستبدو لهم دائما) ضئيلة الشأن قليلة الحيلة، حتى انصرفوا إلى العمل. انطلقت وجه الأرنب إلى الركن الذي تجلس به الشامة السوداء إلى جوار الطالب الجامعي، ووضعت يدها على قلادة من حلقات كبيرة الحجم تتدلى فوق صدرها، هاتفة: «إيه رأيكم في الإكسسوار ده؟ العقد والحلق. بتوع بنت أختي. عندها شنطة مليانة.» وبسطت صاحبة المنكبين العريضين صحيفة اليوم فوق مكتبها، وأخرجت من أحد أدراجه لفافة السندوتشات وعلبة المخللات، ثم وجهت الدعوة إلى الرئيس، والزميلة الجديدة، والأخريات اللاتي لم يستجب منهن، طبقا لاتفاق سابق، سوى الشامة السوداء ووجه الأرنب، التي انتهزت الفرصة لتقدم عرض الإكسسوار الصباحي في الركن الآخر من الغرفة.
الماكينات العاكفة على مضغ الفول والمخلل، ثم ابتلاع الشاي (الذي أعدته صاحبة المنكبين العريضين فوق سخان صغير على الأرض بجوار ملفات قديمة بالية)، كانت من الكفاءة بحيث لم تتوقف عن البث لحظة واحدة:
الشامة السوداء : «سعد جاب لنا زيتون يقرف.»
وجه الأرنب (متثائبة) : «سعد مين؟»
الشامة السوداء : «الله! جوزي.»
وجه الأرنب : «آه صحيح. لازم جابه من الجمعية.»
المنكبان العريضان : «مرة جبت من بورسعيد زيتون يجنن. غطا العلبة فيه كاوتش.»
من الزيتون إلى أسعار الجوارب، في بورسعيد أيضا، وأفضل أنواع أغطية المائدة، ثم أدوية الصداع وعسر الهضم، والاحتمالات المختلفة لتأخر الدورة الشهرية (بصوت خافت بعض الشيء ونظرات مختلسة إلى معسكر الرجال)، وسر الآلام المباغتة في منطقة بين المعدة والعانة ، وكيفية إجبار الأطفال على شرب اللبن، والأزواج على استبدال الأنتريهات. والأصوات عالية، قوية النبرة، تقطر صحة وعافية، لا تعترف بفترات الصمت أو الراحة، وتربط بينها خيوط غير مرئية من الألفة والتعادي، تستبعد الغرباء، مثل ذات، التي شعرت فجأة برغبة في البكاء، عاودتها عند الانصراف، وبعد أن وقفت أكثر من ساعة في انتظار سيارة السرفيس، وحققتها بمجرد عودتها إلى البيت، وأثناء إعداد الطعام، وعندما تهربت الصغيرة «دعاء» من غسيل الأطباق، وعندما طلب منها عبد المجيد فنجانا من القهوة، وخلال الفرجة على التليفزيون، وقبل النوم، وبمجرد أن اقترب منها عبد المجيد مستثارا (وقد ارتبطت الدموع بمشاعره الشبقية منذ ليلة الصدمة الكبرى، الأمر الذي سيدفعها إلى الالتجاء إلى المرحاض عندما تريد إطلاق العنان لها).
Página desconocida
تعودت ذات أن تحمل في حقيبة يدها منديلا صغيرا من القماش المطرز الحواف، تمسكه في يدها عندما تعرق، أو ترتبك، وتمسح بطرفه ما قد يتجمع في ركني عينيها من إفرازات، أو يسيل حولهما من كحل في الأيام الحارة. وقد ظلت متمسكة بهذه المناديل الصغيرة رغم انتشار بدائلها الورقية؛ إذ كانت عاجزة عن تمثل نفسها في صورة أخرى غير السيدة ذات المنديل القطني الصغير، لكنها اضطرت أخيرا أن تحني رأسها أمام زحف الحضارة، عندما عجزت المناديل التراثية عن مواكبة غددها الدمعية، فملأت حقيبة يدها بكتل من البدائل الحديثة، واحتفظت بعلبة كاملة منها في درج مكتبها. وبهذا صار في إمكانها أن تتخلص سريعا من أية إفرازات غير مناسبة؛ لتنكب على لصق وتضبير القصاصات التي يختارها الرئيس في الأيام التي يتصادف وجوده فيها (لأن موسوعته على عكس أمينوفيس تتطلب الحركة)، وعلى تصفح مصادرها الأصلية التي تتراكم في الأركان قبل أن تباع بالكيلو؛ صحف ومجلات لا حصر لها. استجابت للضيق الشائع بالخطاب السياسي الفارغ وبالشعارات الطنانة، فقدمت خدمة صحفية جديدة بالمرة، احتل فيها النبأ الخاص بأن الأرز ليس مسئولا عن البدانة، مكان المانشيت القديم الممل عن الاعتداءات الإسرائيلية، أو المرحلة الجديدة (دائما جديدة) التي تواجه العمل القومي. وبمرور الوقت بدأت تشارك في جلسات الأكل والبث، التي تلقت خلالها فيضا من المعارف المفيدة، فماذا قدمت هي؟
ذات الطيبة لم تكن تملك غير براعتها في التنظيم والإدارة التي اكتسبتها على يد الأم الصارمة؛ فهي تحتفظ في الفريزر بكمية من البصل المبشور والثوم المهروس، وفي الثلاجة بنحو كيلو ونصف من اللحم المسلوق، وصلصة مطهية. وقبل النوم تعكف على تنظيف الخضراوات وهي تتفرج على التليفزيون، ثم تغسلها وتودعها الثلاجة. وفي الصباح تخرجها وتتركها على طاولة المطبخ (الفورمايكا)، وبهذا يكون كل شيء معدا عندما تعود من العمل بعد الظهر، بحيث يجري إعداد وجبة تكفي يومين أو ثلاثة، بينما تقوم بغسيل الأطباق والأكواب المتخلفة من الإفطار، ولم الأشياء التي تبعثرت في الصباح (قميص نوم دعاء، وجورب متعفن لعبد المجيد)، ونقع الملابس المتسخة في المياه استعدادا لتشغيل الغسالة بعد الظهر. وفي المساء تقوم بتنقية الأرز أمام التليفزيون، وتغسله في الصباح وتطهوه عند عودتها من العمل، وبهذا يتوفر لها الوقت في اليوم الثالث لإعداد طبق إضافي أو بعض الحلوى (كريم كرامل أو جيلي) أو ترتيب دولاب الملابس، أو تنظيف دواليب المطبخ، أو رتق الجوارب وتثبيت الزراير، أو، أو، إلى آخر أعمال البيت التي لا تنتهي.
تتميز ماكينات الأرشيف بالشراهة؛ ولهذا فخبرة مثل هذه لا تصلح إلا لمرة بث واحدة، تحول اهتمام الماكينات بعدها إلى قنوات أكثر إثارة، فتورطت ذات في سباق لم تكن مؤهلة له؛ جربت ما يحدث لها في يومها فألفته تافها غير جدير بالماكينات الجليلة، وحفظت عن ظهر قلب نكات دعاء وزينب وعفاف وهناء، فوجدت أنها تنساها بمجرد أن تدخل القاعة وتتجه إلى مقعدها (بخطوات متعثرة ووجه مذعور) وسط خطوط البث المتشابكة، واستعانت بأحد أفلام عبد المجيد (الذي تعرض فيه لتهديد ثلاثة من اللصوص المسلحين بالمدى، فلكم أحدهم بيده اليمنى، والثاني بساقه اليسرى، ونال الثالث بضربة قاضية من مقدمة رأسه)، فارتفعت الحواجب ومصمصت الشفاه.
هل تسرب إليها اليأس؟ أبدا؛ فما إن تنتهي من ذرف الدموع المناسبة، حتى تحاول من جديد.
2
إضافة اسم
أنور السادات
إلى النصب التذكاري الذي أقامته إسرائيل باسم «ضحايا حرب الظلام والصمت».
جريدة
الأخبار
Página desconocida
القاهرية: «إنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية يتحقق عند صحوة الضمير.»
ردا على اتهام مساعد المدعي الاشتراكي لأحد المسئولين الكبار بتسهيل عملية النصب على بنك قناة السويس،
عثمان أحمد عثمان ، نقيب المهندسين ورئيس لجنة التنمية الشعبية بالحزب الوطني الحاكم، ووزير الإسكان والتنمية الشعبية السابق يقول: «وفيها إيه؟ دي فلوسنا واحنا أحرار فيها.»
الشيخ الشعراوي : «إذا رأينا مثلا عمارة تدر دخلا كبيرا، فعلينا ألا نحسد صاحبها بل ندعو له بالبركة في الحلال من المال؛ لأنه لم يستغل أحدا لأنه أنفق ثمنها كغذاء في بطون أفقر العاملين، وكساء على جسد أفقر العاملين.»
تكوين شركة إنتراكو للاستيراد والتصدير من
مدحت التونسي ، و
عمر حامد السايح (29 سنة)، ابن وزير الاقتصاد ومدير سيتي بنك الأمريكي، والأولاد القصر ل
صحفي كبير .
المشير أبو غزالة ،
وزير الدفاع ،
Página desconocida
يتحدث إلى الصحفي صلاح منتصر :
صلاح منتصر : «سيادة المشير .. لقد كان من نتائج حرب أكتوبر أننا أصبحنا نشترك مع إسرائيل في التزود بسلاحنا الرئيسي من مصدر واحد هو أمريكا، وأنا لا أخفيك أن في فكري السياسي الكثير من الأسباب والأفكار التي تجعلني مؤمنا بأهمية وقوف أمريكا مع مصر وإسرائيل في خندق واحد ... لكني أريد أن أضع نفسي مؤقتا في موقع الرأي الآخر وأسألك: كيف يمكن أن نعتمد في تسليحنا على نفس المصدر الذي يسلح إسرائيل؟»
أبو غزالة : «السؤال يمكن أن يكون: لماذا ترضى أمريكا أن تسلح مصر وإسرائيل معا؟ إن هذا يعني أن أمريكا لها استراتيجيتها العليا التي تتفق مع ذلك، وتتمثل في هدفين كبيرين؛ استمرار تدفق البترول من المنطقة وبأسعار مقبولة، وطرد النفوذ السوفييتي منها. أما موضوع الاستعمار فأنا أشك في أن يكون هدفا أمريكيا. إن هدفهم هو أن تكون صديقهم الحميم ولست صديقا للسوفييت.»
وكالة الأنباء الفرنسية في ذكرى
الغزو الإسرائيلي للبنان : «ضحايا الغزو من 4 يونيو إلى نهاية سبتمبر 1982 هم 19 ألف قتيل و32 ألف جريح، بالإضافة إلى ضحايا مذبحتي صبرا وشاتيلا الذين يقدرون ب 328 قتيلا وألف مفقود.»
اتهام
جلال السادات
باستخدام نفوذه لدى الدكتور
مصطفى أبو زيد ، المدعي الاشتراكي السابق؛ للحصول على خمس شقق في عمارة تحت الحراسة.
الدكتور
Página desconocida
مصطفى أبو زيد
في المحكمة: «الحقيقة أن
جلال السادات
أخذ شقة واحدة فقط، والشقق الخمس بيانها كالآتي: ... الشقة الثالثة قيل إنها أجرت لمواطن اسمه أحمد عباس، وهو عديل جلال السادات. وفعلا نحن أجرنا لهذا الشخص، ولكن لمكانة اجتماعية خاصة وهي أنه مستشار في محكمة الجنايات. وهذا التأجير تم طبقا لقاعدة وضعتها، وهي أن المستأجرين يجب أن يكونوا حسني السمعة. والشقة الرابعة قيل إنها أجرت لسهير السادات، وهي لها زوج ضابط بالقوات المسلحة، وكنا قد وضعنا بعض الضوابط أن الشقق توزع على طوائف المواطنين جميعا، وكما خصصنا شققا لأعضاء الهيئات القضائية خصصنا شققا لضباط القوات المسلحة. والشقة الخامسة أجرت لجلال السادات باسم زوجته هدى عبد اللطيف. وعندما أتممنا تأجير الشقق تناقشنا في أمر الجراج، وعندها تقدم جلال السادات. أما واقعة أنه قام بتأجير الجراج بمبلغ 200 ألف جنيه لسيدة، فلم أكن وقتها مدعيا اشتراكيا.»
رئيس المحكمة : «أليس هناك أسس للاختيار؟»
د. مصطفى أبو زيد : «الاختيار كان يتم على أساس أخذ أحسن الشخصيات إشراقا.»
يوسف إدريس : «هل كان أنور السادات حسن النية في داخله، غبيا، أو حتى متخلفا عقليا أمام خصوم في غاية الذكاء؟ أم هو لم يكن غبيا وإنما كان يعرف حقيقة الدور الذي يقوم به، وكان واعيا تماما بما يراد للأمة العربية على يديه؟ هل كان وعي السادات لدوره هذا وقبوله القيام به، بل وحماسه الغريب في تنفيذ المهمة لأسباب مبدئية؟ أي إنه كان يحب إسرائيل وأمريكا ويكره العرب ويكره الشعب المصري؟ أم إن إيمانا لم يكن هناك بالمرة، وإن السادات قام بدوره تماما وهو مدرك لقذارة ذلك الدور، ولكن قوة عاتية مركبة هي التي ساقته طائعا مختارا ليفعل ما فعل، وربما جشع ذاتي مريض كان كامنا وموجودا، بل ومعروفا، بالذات لعبد الناصر؟»
الشيخ الغزالي : «تطبيق الشريعة في السودان كان إلهاما جليلا من الله سبحانه وتعالى للمسئولين. وللسودان أن يهنأ بهذه المرحلة النقية الطيبة .»
موسى صبري ، رئيس تحرير جريدة الأخبار، ينشر نماذج من مقالات قديمة ليوسف إدريس عن بطولة السادات، وصفه فيها برب العائلة الأكبر.
المشير أبو غزالة : «لو نظرنا إلى دائرة المشرق العربي المنتجة الرئيسية للبترول، والتي بها 60 بالمائة من كل ما لدى العالم من بترول، نجد أن أساسا رئيسيا من استراتيجيتها هو سلامة علاقاتها مع الغرب باعتباره الزبون المشتري لبترولها؛ وبالتالي هناك مصلحة مؤكدة في تنمية علاقاتها مع هذا الغرب؛ تورد له البترول، ومقابل ذلك تحصل منه على المال، وأيضا على التكنولوجيا التي تستطيع أن تبني بها مقومات اقتصادية جديدة تستعد بها من الآن لمستقبلها بعد أن ينضب البترول من حقولها. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الدول العربية بحكم إيمانها بالرسالات السماوية والأديان يجعلها أقرب إلى الغرب من الشرق؛ لوجدنا أن جميع هذه الأسباب تنفي قطعيا وجود التعارض والصدام بين الاستراتيجيتين العربية والأمريكية.»
Página desconocida
الشيخ الشعراوي
عن الإسلام بين الشيوعية والرأسمالية: «العداء بين الإسلام وأهل الإلحاد هو عداء في القمة، لكن الخلاف بين الإسلام وما بين المسيحية واليهودية هو خلاف في تصور الإله.»
وزير الزراعة الأمريكي : «المواد الغذائية هي أفتك سلاح نملكه، وستكون قوة فعالة في غضون العقود القليلة المقبلة؛ لأنه يتزايد اعتماد بلدان عديدة على صادراتنا من المواد الغذائية، وعليها أن تحترس من ضجرنا.»
وزير التخطيط المصري : «الديون الخارجية لمصر 13 مليار دولار؛ أي 400 دولار على كل مواطن مصري بما فيهم الأطفال.»
وزير التخطيط المصري : «ديون مصر 15 مليار دولار؛ أي 648 دولارا على كل مواطن بما في ذلك الأطفال.»
وزير الاقتصاد المصري : «الديون الخارجية لمصر 44 مليار دولار.»
رئيس الوزراء المصري كمال حسن علي : «ديون مصر لا تتجاوز 24 مليار دولار.»
البنك الدولي : «ديون مصر الخارجية 30 مليار دولار غير الديون العسكرية.»
انهيار زواج تاجر السلاح السعودي
عدنان خاشوقجي
Página desconocida
من الإنجليزية ساندرا بعد ما تردد عن علاقتها بالرئيس السوداني
جعفر النميري .
الشيخ كشك : «الحملة التي يتعرض لها الرئيس
النميري
الآن بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية تعرض لها من قبل سيد الأنبياء والمرسلين، وتعرض لها جميع دعاة الإصلاح.»
بعد أن سددت
شركة الفنادق المصرية (قطاع عام) التي يرأسها أمين الجرواني مبلغ مليون و358 ألف دولار ونصف مليون جنيه مصري لشركة إن. إم. بي. الألمانية، أفادت السفارة الألمانية بالقاهرة أنه لا وجود لمثل هذه الشركة، وتبين أنها عبارة عن مكتب هندسي يملكه مقاول للصرف الصحي اسمه
نعيم محفوظ بسطاوي ، وأن الحروف المذكورة هي الحروف الأولى من اسمه.
أسرار صفقتي اللحوم والصلصة التي أبرمت مع
طلعت السادات .
Página desconocida
محكمة القيم تقدر ثروة
عصمت السادات ، التي كونها في 12 سنة من عمله سائقا، بمبلغ 125 مليونا و640 ألفا من الجنيهات.
د. مصطفى السعيد
وزير الاقتصاد: «الاقتصاد المصري في ظل حكم السادات كان مجرد قنطرة لعبور الموارد المالية الهامة من النقد الأجنبي إلى الخارج.»
الهيروين
يعود إلى مصر بعد انقطاع دام منذ الحرب العالمية الثانية.
منظمة
الأونكتاد
بالأمم المتحدة: «ما أودعته الدول العربية المنتجة للنفط في البنوك التجارية الغربية بعد 1974، يساوي إيجاد فرص عمل لحوالي مليون شخص في البلدان الصناعية سنويا على مدى السنوات من 1973 حتى 1977.»
الملك فهد
Página desconocida
ملك السعودية
يلقب نفسه بخادم الحرمين.
الرئيس الأمريكي السابق
كارتر : «لم تقدم دولة في العالم دليلا على تعاونها مع أمريكا كما فعلت السعودية.»
الرئيس
مبارك
يصافح فضيلة
الشيخ الشعراوي
عند تسليمه وسام الجمهورية.
البوليس الفرنسي يكتشف شبكة دعارة في نيس ينظمها عبده خواجه سكرتير الملياردير السعودي
Página desconocida
عدنان خاشوقجي ، الذي كان يقدم فتياتها إلى
شخصيات سعودية ورجال الأعمال المتعاملين معه .
حسين عنان ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، يفتتح عددا من مشروعات الإنتاج الحيواني والتليفزيوني للملياردير السعودي صالح كامل صاحب شركة دلة.
الرئيس
مبارك
في زيارة مزرعة
التونسي .
التونسي
يقول للرئيس إنه يملك أكبر مزرعة في العالم، وأبقارها تأكل بالكمبيوتر، وإنه الوحيد الذي ينتج بيضا خاليا من الكولسترول وبيضا مصنعا طول الواحدة 30 سم، وإن المرحوم السادات أمر بإعطائه أرضا وقروضا فلم تعطه محافظة الجيزة أكثر من مائتي فدان، ولم يقرضه البنك الأهلي سوى 25 مليون جنيه.
مجلة دير شبيجيل الألمانية:
Página desconocida
شركة «سيبا جايجي
السويسرية للأدوية قامت بتجربة المبيد الحشري
جاليكرون
على أطفال وشبان مصريين بعد أن ثبت أنه يسبب أوراما سرطانية لفئران التجارب.»
وزير الإعلام: «الرئيس أمر بحل جميع المشاكل أمام التونسي، سواء من ناحية التمويل أو تخصيص الأراضي الزراعية اللازمة.»
شركة
سيبا جايجي
السويسرية للأدوية تعترف: «بعض الأطفال المصريين أصيبوا بالسرطان نتيجة استخدام مبيد
جاليكرون
عام 1976.»
Página desconocida
محكمة أمن الدولة العليا في قضية «الحركة الشعبية»: «المتهمون تعرضوا للتعذيب البدني في سجن القلعة على يد مباحث أمن الدولة.»
تكوين مجموعة عمل مشتركة من وزير الزراعة ووزير الاقتصاد ووزير شئون مجلس الوزراء ومحافظ الجيزة؛ لدراسة إمكانيات التوسع في استثمارات التونسي ومزارعه.
تقرير أمريكي يسجل ظهور نزيف دموي في بول الفلاحين المصريين في نفس اليوم الذي استخدم فيه مبيد «جاليكرون».
الشيخ
صالح كامل
والأمير
سعود بن فهد
يستقيلان من عضوية مجلس إدارة
بنك فيصل
احتجاجا على إلغاء التوكيل الصادر ل
Página desconocida