224

Tesoros e ingenios - Un diccionario cultural completo

الذخائر والعبقريات

Editorial

مكتبة الثقافة الدينية

Ubicación del editor

مصر

Géneros

وقالت الحكماء: لسانُ الحالِ أصدقُ مِنْ لِسانِ الشُّكر: وقد أجاد ابن الرومي في هذا المعنى فقال: حالي تبُوحُ بما أَوْلَيْتَ مِنْ حَسَنٍ ... فكُلُّ ما تَدَّعِيه غَيْرُ مَردُودِ كلِّي هِجَاءٌ وقَتْلي لا يَحِلُّ لكُمْ ... فيما يُداوِيكُمُ منِّي سِوَى الجودِ وقالوا: شهاداتُ الأحوالِ أعدلُ من شهاداتِ الرِّجال. لا يَمدحون إلا إذا أُعطوا واعتذارهم عن ذلك قالت بنو تميم لسلامَةَ بن جندل: مَجِّدْنا بِشِعْرِك، فقال: افْعَلوا حتّى أُثني، ونحوُه قولُ عَمْرو بن معد يكرب: فلَوْ أنّ قومي أنْطَقَتْني رِماحُهُمْ ... نَطقْتُ ولَكِنّ الرِّماحَ أجَرَّتِ أجرَّت: قطعت، يقول: لو قاتل قومي أو أبلَوْا لذكرت ذلك وفخرت به، ولكن رماحَهم أجرَّتني: أي قطعت لساني عن الكلام بفِرارهم، أراد أنهم لم يقاتلوا. وقال بعضُ الأكابر لأبي هفّان: مالك لا تمدحني؟ فقال: لِسَانُ الشُّكْرِ تُنْطِقُهُ العَطَايا ... ويَخْرَسُ عند مُنْقَطَعِ النّوالِ وعاتب يومًا محمد بن عبد الملك الزيات الوزير أبا تمّام على مدحه سواه فاعتذر إليه بأبياتٍ يقول فيها: أمّا القوافي فقَدْ حَصَّلْتَ عُذْرَتَهَا ... فما يُصابُ دمٌ منها ولا سَلَبُ

1 / 213