Dhahab Masbuk
al-Dhahab al-Masbuk fi dhikr man hajja min al-khulafaʾ wa-l-muluk
Géneros
ففرق في المجردين معه الشعير، وبعث الثقل في رابعه، وتبعه في سادسه، فنزل الشوبك، ورسم {بإخفاء} خبره، واستقل بالمسير في حادي عشره، وأنفذ البريد إلى قلعة الجبل لمهمات له، فجهزت الكتب مع العربان. وقدم المدينة النبوية في خامس عشرينه، فلم يقابله الشريف جماز ولا مالك - {أميرا} المدينة-، وفرا منه، فأعرض عنهما.
ورحل في سابع عشرينه، وأحرم، فدخل مكة في خامس ذي الحجة، وأعطى خواصه جملة أموال لتفرق في الناس سرا، وعم أهل الحرمين بالكسوة التي فرقها فيهم ، وصار كآحاد الناس لا يحجبه أحد ولا يحرسه إلا الله تعالى، وبقي منفردا يصلى وحده ويطوف وحده ويسعى وحده، فلا يعرفه إلا من يعرفه، وغسل الكعبة بيده {بماء} الورد، وصار بين جميع الناس على اختلاف طبقاتهم وتباين أجناسهم، وما منهم إلا من يرمى إليه إحرامه، فيغسله بيده ويناوله صاحبه، وجلس على باب الكعبة وأخذ بأيدي الناس ليطلعهم إليها، فتعلق بعض العامة بإحرامه ليطلع فقطعه، وكاد يرمى السلطان عن العتبة إلى الأرض وهو مستبشر بجميع ذلك، وعلق كسوة الكعبة بيده ومعه خواصه، وتردد إلى من بمكة والمدينة من أهل الخير يلتمس بركتهم ويسأل {دعاءهم}.
هذا وقاضي القضاة صدر الدين معه طول طريقه يستفتيه ويتفهم منه أمور دينه.
Página 360