Dhahab Masbuk
al-Dhahab al-Masbuk fi dhikr man hajja min al-khulafaʾ wa-l-muluk
Géneros
فكانت خلافة أبي جعفر اثنين وعشرين سنة تنقص أياما قد اختلف في عدتها.
واتفق أنه لما نزل آخر منزل بطريق مكة نظر في صدر البيت فإذا فيه بعد البسملة: أبا جعفر، حانت وفاتك وانقضت سنوك، وأمر الله لا بد واقع أبا جعفر، هل كاهن أو منجم لك اليوم من حد المنية مانع؟
فأحضر متولي المنازل وقال له: "ألم آمرك <أن> لا يدخل المنازل أحد من الناس ؟"وكانت {الخلفاء} يبنى لهم في كل منزلة ينزلونها بطريق مكة دار، ويعد لهم فيها {سائر} ما يحتاج إليه من الستور والفرش والأواني وغير ذلك. فقال: "والله، ما دخله أحد منذ فرغ". فقال: "إقرأ ما في صدر البيت". فقال: "ما أرى {شيئا}". فأحضر غيره فلم ير {شيئا}، فقال: "يا ربيع، قف بيني وبين {الحائط}". فقام الربيع بينه وبين الجدار، {فرأى} البيتين كما كان يراهما قبل وقوف الربيع، فعلم أنه قد نعيت إليه نفسه. فقال: "يا ربيع، إقرأ آية من كتاب الله". فقرأ: ««وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»». فرحل من المنزل، وقد تطير، فسقط عن دابته فاندق عنقه _وقيل: بل مات من مرضه. ودفن {ببئر} ميمون.
Página 260