إن أهد نفسي فهو مالكها و{لها أصون كرائم الذخر} أو أهد مالا فهو واهبه وأنا الحقيق عليه بالشكر أو أهد شكري فهو مرتهن بجميل فعلك آخر الدهر والشمس تستغني إذا طلعت أن تستضئ بطلعة البدر ولما كان العلم أنفس الذخائر وأعلاها قدرا وأعظم المآثر وأبقاها ذكرا، جمعت برسم الخزانة الشريفة المخدومية -عمرها الله {ببقاء} مالكها- {جزءا} يحتوي على ذكر من حج من {الخلفاء} والملوك سميته "الذهب المسبوك"، ليكون تذكرة للخاطر الشريف بما هو مني أدري وأحق بإفادته وأحرى. و{إني} - فيما فعلت وصنعت- كمن أهدي القطر الى البحر، أو بعث النور إلى القمر والأرج الى الزهر، بل كالذي أرسل {الضياء} إلى الشمس وروح {الحياة} إلى النفس، غير أن في كريم أخلاقه الزكية، وزاكي أعراقه المرضية ما يقبل اليسير ويتجاوز عن الخطأ والتقصير.
رعى الله المخدوم من حيث لا يرتقب، وحرسه من حيث لا يحتسب. وكان له في سفره خفيرا، أو في حضره عونا وظهيرا بمنه.
Página 182