156

Development of Biographical Writing of the Prophet

تطور كتابة السيرة النبوية

Editorial

الثقافية العامة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨ هـ

Ubicación del editor

بغداد

Géneros

فان للعارف بذلك رتبة تعلو رتبه من جهله ... وقد أتينا في مختصرنا هذا من ذلك ذكرى" «١١»، ونقل السخاوي مقالة لابن فارس بين فيها هذا الأمر مفادها: " أن هذا بخصوصه [ويقصد بها سيرة الرسول ﵌] مما يحق معرفته على المسلمين، أف على من يزعم أنه عالم ولا يدري من هم السابقون الأولون من المهاجرين، ولا يفرق بين من أنفق من قبل الفتح وقاتل، وبين من أنفق من بعد ذلك، ولا يعرف أهل بدر ... ولا من هم أهل بيعة الرضوان، ولا يعرف من الأنصار ومن المهاجرين" «١٢» . تبين لنا هاتان المقالتان لابن فارس الهدف الذي حدا به على كتابة هذا المختصر البسيط لسيرة الرسول ﵌، إذ انصب هدفه في الكتابة على إيجاد مختصر ضئيل ومبسط لسيرة الرسول يستطيع الناس حفظه وتعلمه وفهمه على مختلف طبقاتهم، فهو بذلك أبرز الجانب التعليمي في كتابة السيرة على الجانب العاطفي. كان هذا الهدف احدى السمات التطورية التي أكسبها ابن فارس لكتابة السيرة وذلك بتصنيف كتاب الغرض منه تثقيف الناس ببعض المعلومات عن سيرة الرسول وأحواله باختصار حتى يتسنى لهم حفظها. انتهج ابن فارس في كتابه هذا منهجا كان هو الاخر سمة تضاف إلى كتابه بجعله أحد المصنفات التي أسهمت في تطور كتابة السيرة، إذ تمثل هذا النهج بمحاور عدة هي:

(١١) أوجز السير لخير البشر، مجلة المورد، ص ١٤٦. (١٢) الأعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ، ص ٦٧- ٦٨.

1 / 159