126

Desire for Clarification to Summarize the Key in the Sciences of Rhetoric

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

Editorial

مكتبة الآداب

Edición

السابعة عشر

Géneros

وغير مفيدة أخرى مشهور١، وقد تعرض له الشيخ عبد القاهر، وغيره.
وقال الشيخ٢: كلمة "كل" في النفي إن أُدخلت في حيزه بأن قُدم عليها لفظا؛ كقول أبي الطيب:
ما كل ما يتمنى المرء يُدركه٣
وقول الآخر:
ما كل رأْي الفتى يدعو إلى رَشَد٤
وقولنا: "ما جاء القوم كلهم، وما جاء كل القوم، ولم آخذ الدراهم كلها، ولم آخذ كل الدراهم"، أو تقديرا٥؛ بأن قدمت على الفعل المنفي وأُعمل فيها؛ لأن العامل رتبته التقدم على المعمول، كقولك: "كل الدراهم لم آخذ" توجه النفي٦ إلى الشمول خاصة دون أصل الفعل، وأفاد الكلام ثبوته لبعض أو تعلقه٧ ببعض.
وإن أُخرجت من حيزه بأن قدمت عليه لفظا ولم تكن معمولة للفعل المنفي؛ توجه النفي إلى أصل الفعل، وعم ما أضيف إليه "كل" كقول النبي ﷺ لما قال له

١ فهو مسلم في ذاته، ولم يرد الخطيب بما سبق إلا إبطال توجيه ابن مالك له؛ لأنه يرجع في الحقيقة إلى أصل الوضع، لا إلى تلك التكلفات المنطقية السابقة.
٢ دلائل الإعجاز ص١٨٦.
٣ هو لأحمد بن الحسين المعروف بأبي الطيب المتنبي من قوله "من البسيط":
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
والمشهور رواية "كل" بالرفع، وقد جوّز ابن جني نصبها على الاشتغال.
٤ هو لإسماعيل بن القاسم المعروف بأبي العتاهية من قوله "من البسيط":
ما كل رأي الفتى يدعو إلى رشد ... إذا بدا لك رأي مشكل فقف
٥ معطوف على "لفظا".
٦ هذا جواب "إن".
٧ إفادة الثبوت فيما يكون "كل" فيه فاعلا في المعنى، وإفادة التعليق فيما يكون فيه مفعولا في المعنى.

1 / 128