79

Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

Editorial

مکتبة دار المنهاج

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٥ م

Ubicación del editor

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

Géneros

ولا يحكمَ = إلا من جهة الإحاطة. والإحاطةُ: كلُّ ما عُلم أنه حق في الظاهر والباطن، يُشهد به على الله. وذلك الكتابُ، والسنة المُجْمَع عليها ...) (^١) فإذا تحرَّرَ أنَّ المخالفة ليست محفوظةً إلا عن فرقة من أَهل الكلام، ومن وافقهم من أَهل الجهالة؛ ممن لم يوسم بالفقه في الدين. وعَلِمْتَ حكمَ الإمام الشافعي ﵀، وغيره من الأئمة في أهل الكلام بأَنهم أهل ابتداع ومفارقة للسنة والجماعة؛ إذْ قال ﵀ فيهم: (حُكْمِي في أَصحاب الكلام: أن يُضربوا بالجريد، ويُحْمَلوا على الإبل، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاءُ مَنْ ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام) (^٢) =تبيّن حينئذٍ أَنَّ الإجماعَ قطعي؛ للقطع بانتفاء المخالف من أهل السنة؛ إذ متى جزم بانتفاء المخالف كان الإجماع السكوتي في هذه الحال قطعيًا، لا ظنيًا (^٣) . ومخالفة أَهل الأهواء ليست قادحة في الإجماع؛ لعدم الاعتداد بخلافهم (^٤) . محصّل القول أنَّ ترك الاحتجاج بالسُّنَّة الآحادية في المسائل العلميَّة؛ بدعوى عدم إفادتها العلم =باطلٌ، كما تراه عند طائفة المتكلمين كالقاضي عبد الجبار يقول: (وأما ما لا يُعلم كونه صدقًا ولا كذبًا (^٥) فهو كأخبار الآحاد، وما هذا سبيله؛ يجوز العمل به إذا ورد بشرائطه. فأما قبوله فيما طريقه الاعتقادات = فلا) (^٦) .

(^١) المصدر السابق (١٩ - ٢٠) (^٢) "أحاديث في ذم الكلام وأهله" للإمام أبو الفضل المقرئ (٩٨ - ٩٩)، وانظر: "أصول المنطق والكلام" للسيوطي (٣١) (^٣) انظر: "مجموع الفتاوى" (١٩/ ٢٦٨) (^٤) انظر: "أصول السَّرخسي" (١/ ٣٢١)،و"تيسير التحرير"لأَمير بادشاه (٣/ ٢٣٩) (^٥) يعني: من الأخبار (^٦) "شرح الأصول الخمسة" (٧٦٩) وانظر: (٢٦٩، ٦٧٢، ٦٩٠)

1 / 80