Defense Against the Rationalist Objection to Hadiths Related to Creedal Matters
دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد
Editorial
مکتبة دار المنهاج
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٥ م
Ubicación del editor
للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض
Géneros
هذه البقاع الشريفة؛ لاختصاصها بالمزايا والفضائل (^١) .
فإن قيل: قد منع بعضهم (^٢) ورود النهي بغير صيغته المعروفة: " لا تفعل"؛ فلا مُستَمسَك لمن مَنَع شدّ الرحل إلى غير هذه المساجد الثلاثة.
فالجواب عن هذا الاعتراض من وجهين:
الأوّل: أنه قد ذهب المحققون من أهل الأصول إلى إلحاق (الخبر الذي في معنى النهي) إلى الصِّيَغ المفيدة للنهي. كما ذهب إلى ذلك القفّال الشاشي، وغيره (^٣) . واستدلوا على ذلك بدخول النَّسْخ فيه. ومن المعلوم أَنَّ الأخبار المَحْضَة لا يلحقُها النَّسْخ.
الثاني: أنّه على فرْض التسليم بامتناع ورود النهي بغير صيغته، فإنّه قد وردَ النهي مصرّحًا به في حديث بلفظ: (لا تشدّوا الرحال)؛ فبطل بذلك توجيه مَن صرف دلالة الحديث عن المنع والتحريم.
وأمّا مَن حَمَل صيغة النفي المقتضية للنهي هنا على محامل؛ منها: " نفي الأفضلية "، كما هو اختيار طائفة من متأخري أَتباعِ المَذَاهِبِ؛ كالإمام ابن الملك (^٤)،وابن قدامة (^٥)، والنَّووي (^٦)، وغيرهم = فهذا الحمل ممتنع؛ لأمور:
(^١) "الكاشف عن حقائق السنن"للطيبي (٢/ ٢٢٤)،والطيبي (-٧٤٣ هـ):هو الحسين بن محمد ابن عبدالله الطيبي إمام في علم الوحيين، عُرف بإقباله على استخراج الدَّقائق من الكتاب والسُّنّة، من مصنفاته: "شرح مشكاة المصابيح"،و"حاشية على الكَشَّاف"،و"التبيان في المعاني والبيان"=انظر: "البدر الطالع" (٢٤١)
(^٢) كابن الزملكاني المالكي.
(^٣) انظر: "البحر المحيط" (٢/ ٣٧١)،والقفَّال الشَّاشي (٢٩١ - ٣٦٥ هـ) هو: محمد بن علي بن إسماعيل القفَّال الكبير، من كبار فقهاء الشَّافعية كان على مذهب الاعتزال أول أمره ثم انتحل مذهب أبي الحسن الأشعري، من مصنفاته "شرح الرسالة"=انظر: "سير أعلام النُّبلاء" (١٦/ ٢٨٣)،و"طبقات الشّافعية" (٣/ ٢٠٠)
(^٤) انظر: "مبارق الأَزهار"لابن المَلك (١/ ٤٨٣) وابن الملك (كان موجودًا في سنة ٧٩١ هـ) هو: عبداللطيف بن عبدالعزيز بن أمين بن فرشتا، الشهير=بـ (ابن الملك) من علماء الحنفية برع في جملة من العلوم، من مُصنفاته: "شرح المنار"في أُصول الفقه، و"شرح الوقاية"=انظر: "الفوائد البهية"للكنوي (١٠٧)،و"الأعلام"للزِرِكْلي (٤/ ٥٩)
(^٥) انظر: "المغني"لابن قدامة (٣/ ١١٨)
(^٦) انظر: "شرح صحيح مسلم "للإمام النَّووي (٩/ ١٦٨)
1 / 202