الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات

Ahmed bin Muhammad Al-Hajjaji d. Unknown
99

الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات

الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات

Editorial

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Ubicación del editor

اليمن

Géneros

الهدى، ولذلك قال المناوي: "فهبه ابتدعه أو سبق إليه؛ لأن اتباعهم له تولد عن فعله الذي هو من سنن المرسلين" (^١). وقوله ﷺ: «لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا» أي: لا ينقص من أجور الناس الذين تبعوا ذلك الداع الى الهدى والخير شيئا، فليطمئنوا على أجور أعمالهم فإن فضل الله واسع، وكلا سيأخذ أجره كاملا دون نقصان، ودليل ذلك قول الله ﵎: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَايَلِتْكُمْ (^٢) مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا﴾ [الحجرات: ١٤]، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ [طه: ١١٢]. فيستفاد من الحديث أن على الإنسان أن يبادر إلى الهدى؛ ليكون أسبق الناس في فعله، ثم بعد ذلك يسارع إلى دعوة الناس إليه، مع حرصه ليفعلهم لذلك الهدى؛ فيكون الناس له تبع، فيحصل له من الأجر مثل أجورهم ما عملوا ذلك الهدى والخير الذي دعاهم إليه، والدعوة الى الهدى من الأعمال الصالحة التي يبقى ويجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات، فعلى الإنسان أن يحرص كل الحرص على دعوة الناس وهدايتهم إلى الخير؛ ولهذا قال الرسول ﷺ لعلي ابن ابي طالب

(^١) فيض القدير (٦/ ١٢٥). (^٢) يَلِتْكُمْ: لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئًا. (التفسير الميسر (١/ ٥١٧).

1 / 104