يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، …» (^١).
التوضيح:
دلت هذه الأحاديث على أن العلم المنتفع به من الأعمال الصالحات التي يبقى ويجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات، فمن علَّم علما، ونشره بين الناس فانتفع الناس بذلك العلم، جرى لصاحبه الأجر والثواب وهو في قبره؛ ولهذا قال ﷺ: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به …»، فالعلم الذي يُنتفع به هو: ما علمه الإنسان الناس في حياته من تعليم، أو تصنيف أو غير ذلك، ونشره بينهم فانتفع الناس بذلك العلم بعد موته، فإن الأجر جار لصاحبه ما استمر انتفاع الناس به، ولذلك قال عبد الرحمن آل سعدي: " العلم الذي ينتفع به من بعده: كالعلم الذي علمه الطلبة المستعدين للعلم، والعلم الذي نشره بين الناس، والكتب التي صنفها في أصناف العلوم النافعة، وهكذا كل ما تسلسل الانتفاع بتعليمه مباشرة، أو كتابة، فإن أجره جار عليه (^٢)، قال السبكي: "والتصنيف أقوى لطول بقائه على ممر الزمان" (^٣).