في الجنة» قالها مرارا، قال: فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح اخرجي من الحائط، فإني قد بعته بنخلة في الجنة فقالت: ربح البيع، أو كلمة تشبهها» (^١)، قال ابن الجوزي: " كان له فيه ستمائة نخلة " (^٢).
من تأمل هذا الحديث سيجد نفسه مقصرا أو ممسكا مهما بلغ من الإنفاق في وجوه الخير مقابل فعل أبي الدحداح، فقد بذل بستانا كاملا فيه ستمائة نخلة، انظر إلى هذا العدد الكبير مقابل نخلة واحدة، لكنها في الجنة التي نعيمها لا يفنى ولا يبيد، وموضع السوط فيها خير من الدنيا وما فيها، عرف قدر الباقية فشتراها بالفانية، فربح البيع، وتدلت له ثمار الجنة، فأنعِم بها من تجارة مع الله لن تبور.
الْمَالُ مَا كَانَ قُدَّامِي لآخِرَتِي … مَا لا أُقَدِّمُ مِنْ مَالِي فَلَيْسَ لِيَهْ (^٣).