الكلب، فشكر الله له، فغفر له»، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر» (^١).
فقوله ﷺ: «وإن لنا في البهائم» قال ابن حجر: "أي في سقي البهائم أو الإحسان إلى البهائم أجرا، وقوله ﷺ: «في كل كبد رطبة أجر» أي كل كبد حية والمراد رطوبة الحياة أو لأن الرطوبة لازمة للحياة فهو كناية ومعنى الظرفية هنا أن يقدر محذوف أي الأجر ثابت في إرواء كل كبد حية والكبد يذكر ويؤنث …، قال الداودي المعنى في كل كبد حي أجر وهو عام في جميع الحيوان" (^٢).
قال العيني: "في الحديث الحث على الإحسان إلى الناس، لأنه إذا حصلت المغفرة بسبب سقي الكلب، فسقي بني آدم أعظم أجرا، وفيه: أن سقي الماء من أعظم القربات، وقال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، فإذا غفرت ذنوب الذي سقى كلبا فما ظنكم بمن سقى مؤمنا موحدا وأحياه بذلك؟ " (^٣)، وعن سعد بن عبادة، أنه قال: يا رسول الله، إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟، قال: «الماء» وفي رواية: [«سَقْيُ الْمَاءِ»]، قال: فحفر بئرا، وقال: هذه لأم