التوضيح:
أخبر النبي ﷺ، أنه بموت الإنسان ينقطع عمله إلا من ثلاث، وقد سبق أن ذكرنا الصدقة الجارية، والعلم المنتفع به، والثالثة هي الدعاء من الولد الصالح، فالدعاء مما يصل للإنسان أجره وثوابه بعد الممات، فإذا كان للإنسان ولد صالح يدعو له بعد موته، فإنه ينتفع بدعاء ولده له، ويرتفع بذلك درجات في الجنة، والولد هو من كسب أبيه، فكان حري أن ينتفع الإنسان بدعاء ولده له بعد موته، ولذلك قال ﷺ: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه» (^١).
فقوله ﷺ: «ولد صالح»: يشمل الذكور والإناث، فإنه يطلق لفظ الولد عليهم جميعا، وليس محصورا على الذكور فقط، بدليل قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء: ١١]، ويدخل في ذلك أولاد الابن، وأولاد البنت وإن نزلوا.
وقوله ﷺ: «صالح» ذكر أهل العلم له معنيين: الأول: مؤمن، قاله ابن حجر المكي (^٢)، والثاني: مسلم (^٣). قال ابن الملك: "قيد الولد بالصالح لأن الأجر لا