أمة متنابزة متخاصمة، بينهم تراث وعداوات، تقوم الحروب بينهم، ولا تهدأ إلا لتبدأ. . وهذه الحروب القائمة الدائمة المستمرة، تشعلها أوْهَى الأسباب، ولا تطفئها كل الجهود والمساعي. . .!
هذه الأمة، تحولت -بعون الله ومدده- إلى أمة متحالفة، متآلفة، متكاتفة، قوية. . . يقول عنهم الرسول ﷺ: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم» .
ويقول الله ﷾ عنهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (١) .
وقال تعالى ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (٢) .
ونقول باختصار- وباختصار شديد:
إن سيرة الرسول ﷺ من آياته. . . وأخلاقه، وأقواله، وأفعاله، وشريعته من آياته. . .
وأمته من آياته. . .
وغزواته من آياته. . . وعلم أمته ودينهم من آياته. . .
وكرامات صالحي أمته من آياته. . .
(١) سورة آل عمران، الآيتان ١٠٢، ١٠٣.
(٢) سورة الأنفال، الآيتان ٦٢، ٦٣.