El Estado de los Bani Rasul
دولة بني رسول
Géneros
ثم ولاه مكة المشرفة ورتب معه فيها ثلاثمائة فارس وقصد حسن بن قتادة(1) مكة بجيش جاء به من ينبع، فخرج إليه نور الدين فقاتله وكسر نور الدين حسن بن قتادة، وأقام نور الدين على ولاية مكة مدة، وفي مدة ولايته عمر المسجد الذي أحرمت منه أم المؤمنين عائشة بعد حجها مع النبي وهذا المسجد بالتنعيم وهو المسجد الذي يقال له مسجد الهليلجة[361] وعمارته لهذا المسجد في سنة تسع عشرة وستمائة، فاستناب الملك المسعود نور الدين هذا على بلاد اليمن لما توجه منها قاصدا الديار المصرية في نصف رمضان سنة عشرين وستمائة نيابة عامة خلا صنعاء، فإنه استناب فيها بدر الدين حسن بن علي بن رسول أخا نور الدين هذا.
وجرى بين نور الدين وبين مرغم الصوفي لما دعى إلى نفسه حرب، غلبه فيه نور الدين، ولما عاد الملك المسعود من الديار المصرية قبض على نور الدين فيما قيل، وعلى أخيه حسن وأخيه فخر الدين بن أبي بكر وشرف الدين موسى خوفا منهم لما ظهر منهم من النجابة في غيبته، فإن نور الدين غلب مرغما كما ذكرنا، وبدر الدين غلب الشريف عز الدين محمد بن الإمام المنصور عبدالله بن حمزة. وبعث بهم إلى الديار المصرية مستحفظا بهم خلى نور الدين فإنه على ما قيل أطلقه من يومه، والصحيح أنه لم يقبض عليه كما قبض على أخوته كما سبق ذكره، لأنه كان يأنس به كثيرا واستخلفه وجعله أتابك عسكره.
Página 190