El Estado Omeya en Sham
الدولة الأموية في الشام
Géneros
فدعا الناس قائلا: «إن المهدي ابن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم أمينا ووزيرا ومنتخبا وأميرا، وأمرني بقتال الملحدين والطلب بدماء أهل بيته والدفع عن الضعفاء.»
77
ومن أقواله يدعوهم أيضا: «إني قد جئتكم من قبل ولي الأمر ومعدن الفضل ووصي الوصي والإمام المهدي بأمر فيه الشفاء وكشف الغطاء وقتل الأعداء وتمام النعماء ... إني إنما أعمل على مثال قد مثل لي وأمر قد بين لي، فيه عز وليكم وقتل عدوكم وشفاء صدوركم، فاسمعوا مني قولي وأطيعوا أمري، ثم أبشروا وتباشروا، فإني لكم - بكل ما تأملون - خير زعيم»،
78
ونشط في بث دعوته نشاطا عظيما بعد مقتل سليمان بن صرد ورجوع فلوله إلى أوطانها، فكتب للتوابين يعزيهم بمصرع أبطالهم ويهنئهم بما نالوه من الأجر والفوز عند ربهم، ويدعوهم إلى الانضمام إليه ليجرد في عدوهم السيف ويثأر لابن بنت الرسول، وهاك رسالته لشيعته: «... أما بعد ... فإن الله أعظم لكم الأجر وحط عنكم الوزر بمفارقة القاسطين ... فإني لو قد خرجت إليكم جردت ... في عدوكم السيف ... فرحب الله بمن قارب منكم واهتدى ، ولا يبعد الله إلا من عصى وأبى»،
79
فانضم إليه قسم كبير منهم كانوا من أشد أنصاره في حركته وأعظم أحزابه في حروبه.
لقد كان المختار أعظم خطورة في دعوته من سليمان بن صرد، إذ اجتمعت فيه صفات الزعامة، فخافه ابن الزبير في الكوفة فقبضوا عليه وأودعوه السجن، والحقيقة التي لا شبهة فيها أن المختار أراد الوثوب على العراق والتخلص من النفوذ الزبيري، بينما كان سليمان يسعى لقتال بني أمية أعداء ابن الزبير، فشتان بين الزعيمين، فإن لكل منهما مبدأ كما ترى.
اتفقت الشيعة على القيام بتأييده، فصار دعاته يبايعون له وهو مسجون إلى أن أخلي سبيله، ولا شك في عرفنا أن المختار أخذ يدعو لابن الحنفية، وابن الحنفية جاهل تمام الجهل ما ينتحله باسمه، وذلك لضعفه وأثرته الخمول على الشهرة، إن هذا الضعف في زعماء آل البيت كان من أكبر المصائب على الإسلام، إذ جعل لأحزابهم وأصحاب النفوذ والمطامع من رجالاتهم الفرص الكافية لادعاء مبادئ باسمهم لم يفكروا بها ولم تخطر لهم على بال.
فاستثمر المختار بعض التصريحات التي صرح بها ابن الحنفية بعد مقتل الحسين وأخذ يقول للناس: إن إمامكم ابن الحنفية يدعوكم لطلب الثأر لآل بيت نبيكم. وقس على ذلك من الأقوال المأثورة المؤلمة، ومن هذه التصريحات ما قاله ابن الحنفية لأحد الوفود العراقية في الحجاز: «... وأما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا فوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه.»
Página desconocida