El Estado Omeya en Sham

Anis Zakariya Nusuli d. 1357 AH
170

El Estado Omeya en Sham

الدولة الأموية في الشام

Géneros

53 (10) الزواج

اتبع الأمويون كتاب الله وسنة رسوله في زواجهم، فما غالوا في أثمان المهر، ولا طلبوا من الزوج شروطا قاسية إن كان صحيح البدن عفيفا نزيها، وكانوا يعتقدون أن المتزوج أسعد بالا وأهنأ عيشا من العازب، لا سيما إن شاركته زوجته في بؤسه وسعادته وأتراحه وأفراحه، أما المرأة الجميلة المطيعة النظيفة المقتصدة الكريمة الأصل الشريفة المحتد، فهي الجوهرة المكنونة التي لا تقدر بثمن، قال ابن القرية - الخطيب المشهور - يعدد صفات الزوجة الطيبة: ... وجدت أسعد الناس في الدنيا وأقرهم عينا وأطيبهم عيشا وأبقاهم سرورا وأرخاهم بالا وأشبهم شبابا من رزقه الله زوجة مسلمة أمينة عفيفة حسنة لطيفة نظيفة مطيعة، إن ائتمنها زوجها وجدها أمينة، وإن قتر عليها وجدها قانعة، وإن غاب عنها كانت له حافظة، تجد زوجها أبدا ناعما وجارها سالما ومملوكها آمنا وصبيها طاهرا، قد ستر حلمها جهلها، وزين دينها عقلها ... قوامة صوامة ضاحكة بسامة، إن أيسرت شكرت ، وإن أعسرت صبرت ... وإنما مثل المرأة السوء كالحمل الثقيل على الشيخ الضعيف يجره في الأرض جرا، فبعلها مشغول وصبيها مرذول.

54

وقال خالد بن صفوان: «اطلب لي زوجة أدبها الغنى وذللها الفقر، لا ضرعة صغيرة ولا عجوزا كبيرة، قد عاشت في نعمة ... لها عقل وافر وخلق طاهر وجمال ظاهر ... كريمة المحتد رخيمة المنطق، لم يداخلها صلف.»

55

وكانت الأميرات الأمويات خاضعات لجميع الأحكام الإسلامية، فهن عرضة للطلاق ولاحتمال الضرائر، خطب محمد بن الوليد بن عتبة إلى عمر بن عبد العزيز أخته فقال: «... أحسن بك ظنا من أودعك حرمته واختارك ولم يختر عليك، وقد زوجناك على ما في كتاب الله في إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.»

56 (11) الموت والدفن

لا نعلم تماما مراسم الدفن حين الموت، ولكن يغلب على ظننا أنها لم تتغير عما هي عليه اليوم، ولم نعثر على وصف لها فيما قرأنا من المصادر التاريخية، إنما ذكر الجاحظ كيفية دفن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فقال: إنهم سووا عليه قبره بالأرض وجعلوا على ضريحه خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه، ثم قام والده يؤبنه ويطلب له الرحمة والمغفرة ويشهد الناس على رضائه بما أقسم له الله، قال في معرض رثائه له: «رحمك الله يا بني، فقد كنت برا بأبيك وما زلت منذ وهبك الله لي بك مسرورا، ولا والله ما كنت قط مسرورا بك ولا أرجى لحظي من الله فيك منذ وضعتك في الموضع الذي صيرك الله إليه، فغفر الله لك ذنبك وجازاك بأحسن عملك وتجاوز عن سيئاتك، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب، رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمره فالحمد لله رب العالمين»،

57

وأخذ الناس بعد تشييع جنازته يعزونه ويرجون له الصبر والسلوان.

Página desconocida