قال بعض الزهاد: أعظم هذه الآفات حب الدنيا كما في الخبر، وحبها ما بعدك عن مراد الله، وعن الأفضل مما تريده من الطاعات، ودواء إخراجها من القلب بمعرفة آفاتها، ولم يرد التكليف بإزالة شهوتها من القلب، بل بالصبر عنها حتى يرجع المشتهى مكروهان والوصول إلى ذلك بأمور ثلاثة: بالصبر على القيام بالواجبات، واجتناب المقبحات، وعلى ما أتاك من الامتحان من الله تعالى، وعن الخلق وبالزهد في الشهوات، ثم في الحلال، وبالمواضبة على الندم على كل قبيح لقبحه، وعلى كل إخلال بواجب..............، وعلى العزم أن لا تعود إلى شيء من ذلك، وعلى اللجا إلى الله والرجاء لكرمه، وعلى شكره في كل حال، وذكره بالقلب واللسان، قاصدا بكل ما فعلته أنه لكل وجه حسن يريده الله على الوجه الذي تريد.
Página 19