Darsat Fi Al-Baqiyat Al-Salihat
دراسات في الباقيات الصالحات
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
السنة ٣٣-العدد ١١٣
Año de publicación
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
Géneros
العاص ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كُفِّرت عنه ذنوبُه ولو كانت أكثر من زَبَد البحر"، حسنه الترمذي، وصححه الحاكم وأقرَّه الذهبي، وحسّنه الألباني١.
والمراد بالذنوب المكفَّرة هنا أي: الصغائر، لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة ﵁: أنَّ رسول الله ﷺ كان يقول: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتُنبت الكبائر" ٢، فقيّد التكفير باجتناب الكبائر؛ لأنَّ الكبيرة لا يُكفِّرها إلا التوبة.
وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره عن أنس بن مالك ﵁: أنَّ رسول الله ﷺ مرّ بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق، فقال رسول الله ﷺ: "إنَّ الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر لَتُساقط من ذنوب العبد كما تَساقط ورق هذه الشجرة"، وحسّنه الألباني٣.
خامسًا: ومِن فضائل هؤلاء الكلمات: أنَّهنَّ غرس الجنة، روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ أنَّه قال: "لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلامَ، وأخبِرهم أنَّ الجنةَ طيِّبةُ التربة، عذبةُ الماء، وأنَّها قيعان، غِراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" ٤، وفي إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق، لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما من حديث أبي أيوب الأنصاري، ومن حديث عبد الله بن
١ المسند (٢/١٥٨،٢١٠)، وسنن الترمذي (رقم:٣٤٦٠)، ومستدرك الحاكم (١/٥٠٣)، وصحيح الجامع (رقم:٥٦٣٦) . ٢ صحيح مسلم (رقم:٢٣٣) . ٣ سنن الترمذي (رقم:٣٥٣٣)، وصحيح الجامع (رقم:١٦٠١) . ٤ سنن الترمذي (رقم:٣٤٦٢)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم:١٠٥) .
1 / 13