﴿الَّذِي﴾ أي هو الذي، ويقال: اعبدوا ويقال الذي جَعَلَ صَنَع وخَلَقَ (١)، وقيل: صَيَّر ﴿فِرَاشًا﴾ بساطًا ووطاءً ﴿وَالسَّمَاءَ بِنَاءً﴾ سقفًا (٢)، مأخوِذٌ من السمو، وأراد به السماء المعروفة ذات البروج المزينة بالكواكب ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ﴾ من السحاب مطرًا.
والماء هو: الجسمُ اللطيفُ المُضادّ للنار بانحداره ورطوبته وبرودته. وهو في الأصل مَوَهٌ لأنّك تقول في الجمع والتصغير: أَمْواهٌ ومُوَيهٌ ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ﴾ فأنبت وأبرز بالمطر من التراب من ألوان ﴿الثَّمَرَاتِ﴾ كما في قوله: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾ (٣) ﴿رِزْقًا﴾ طعامًا ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ أي: لا تَصِفُوا لله أمثالًا ونظراء (٤). ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنهم مخلوقون ومرزوقون لواحد قديم (٥).