El investigador en la historia de las escuelas
الدارس في تاريخ المدارس
Investigador
إبراهيم شمس الدين
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى ١٤١٠هـ
Año de publicación
١٩٩٠م
Géneros
Historia
وفصاحته ولا يهوله تعداد الدروس وكثرة الفقهاء والفضلاء بل كلما كان الجمع أكبر والفضلاء أكثر كان الدرس أنظر وأنضر وأحلى وأنصح وأفصح ثم لما انتقل إلى قضاء حلب وما معه من المدارس العديدة عاملها معامله مثلها وأوسع الفضيلة جميع أهلها وسمعوا من العلوم ما لم يسمعوا هم ولا آبائهم ثم طلب إلى الديار المصرية ليولى البلاد الشامية دار السنة النبوية فعاجلته المنية قبل وصوله فمرض وهو سائر على البريد تسعة أيام ثم عقب المرض بحران الحمام فقبضه هادم اللذات وحال بينه وبين سائر الشهوات ولإرادات والأعمال بالبينات ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها كذا فهجرته إلى ما هاجر إليه وكانت نيته الخبيثة إذا رجع إلى الشام متوليا أن يؤذي شيخ الإسلام أبن تيمية فدعا عليه فلم يبلغ أمله توفي في سحر يوم الأربعاء سادس عشر شهر رمضان منها بمدينة بلبيس وحمل إلى القاهرة ودفن بالقاهرة بمقبرة القرافة ليلة الخميس جوار قبة الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى.
وقال أبن كثير في سنة ست عشرة وسبعمائة: وفي يوم الأحد ثامن شهر رمضان باشر الشيخ كمال الدين بن الشريشي مشيخة دار الحديث عوضا عن أبن الزملكاني انتهى، وكمال الدين بن الشريشي هذا قال أبن كثير في الوفيات من تاريخه في سنة ثمان عشرة وسبعمائة: هو الشيخ الإمام العلامة أبو العباس أحمد أبن الإمام العلامة كمال الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سحبان البكري الوائلي مولده في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وستمائة، كان أبوه مالكيا فاشتغل هو بمذهب الشافعي فبرع وحصل علوما كثيرة وكان خبيرا بالكتابة مع ذلك وسمع الحديث ورحل وكتب الطباق بنفسه وحدث عن النجيب١ وغيره، وأفتى ودرس وباشر وناظر عدة مدارس ومناصب فكان أول ما باشر مشيخة دار الحديث بتربة أم الصالح بعد والده من سنة خمس وثمانين وستمائة إلى أن توفي، وناب في الحكم عن ابن
_________
١ أبو عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني توفي سنة ٦٧٢هـ. شذرات الذهب ٥: ٣٣٦.
1 / 25