بعد ذلك قال ومن الذي يجترئ على القول بان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله لا تجوز البراءة من أحد منهم وان أساء وعصى بعد قول الله تعالى للذي شرفوا برؤيته لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وبعد قوله سبحانه وتعالى قل انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم وبعد قوله عز وجل فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد الا من لا فهم له ولا نظر معه ولا تمييز عنده قال ومن أحب ان ينظر اختلاف الصحابة وطعن بعضهم في بعض ورد بعضهم على بعض وما رد به التابعون عليهم واعترضوا به أقوالهم واختلاف التابعين أيضا فيما بينهم وقدح بعضهم في بعض فلينظر في كتاب النظام وقال الجاحظ كان النظام أشد الناس انكارا على الرافضة لطعنهم على الصحابة حتى إذا ذكر الفتيا وتنقل الصحابة فيها وقضاياهم بالأمور المختلفة وقول من استعمل الرأي في دين الله انتظم مطاعن الرافضة وغيرها وزاد عليها وقال في الصحابة اضعاف قولها قال وقال بعض رؤساء المعتزلة غلط أبى خليفة الذي منه تفرع غلط إبراهيم أغلط وأعظم وهو في الاحكام عظيم لأنه أضل خلقا وغلط حماد أعظم من غلط أبي حنيفة لأن حمادا أصل أبي حنيفة الذي منه تفرع غلط إبراهيم وأعظم من غلط حماد غلط علقمة والأسود أعظم من غلط إبراهيم لأنهما أصله الذي عليه اعتمد وغلط ابن مسعود أعظم من غلط هؤلاء جميعا لأنه أول من بدر إلى وضع الأديان برأيه وهو الذي قال أقول فيها برأيي فان يكن صوابا فمن الله وان يكن خطأ فمني قال واستأذن أصحاب الحديث على ثمامة بخراسان حيث كان مع الرشيد بن المهدى فسألوه كتابه الذي صنفه في الرد على أبي حنيفة في اجتهاد الرأي فقال لست على أبي حنيفة كتبت ذلك الكتاب وانما كتبته على علقمة والأسود وعبد الله ابن مسعود لأنهم الذين قالوا بالرأي قبل أبي حنيفة قال وقال وكان بعض المعتزلة أيضا إذا ذكر ابن عباس استصغره.
Página 26