ثم ودعها وانصرف إلى منزله ... فأرسل لها الثوب الذي وعدها بإرساله. •••
وفي المساء، اجتمع الكونت وامرأة سانت ليك في الشارع المعين وبالساعة المضروبة.
وكانت حنة بملابس الغلمان، وقد زادتها ملابس الخفاء جمالا على جمالها.
فمشى الكونت أمامها بعد أن سلم عليها، ومشت وراءه مشية الغلمان وراء أسيادهم.
حتى إذا وصلا إلى منتصف الطريق، رأى الكونت أن الدوق دانجو يسير أمامه على مسافة طويلة، ويكاد أن يحتجب عنه لإسراعه في المسير.
فناداه بصوت مرتفع.
وما زال يصيح به حتى سمعه الدوق، فلما علم أنه الكونت أسرع إلى لقائه، فصافحه وهو يقول: إني كنت أحسبك طريح الفراش لما علمت من أمر جرحك، وقد كنت ذاهبا إليك، كيف أنت؟
فلم يشكره الكونت بكلمة وقال: إنك تلقي بي إلى المهالك عند حاجتك إلي، ولا تسأل عني عند حاجتي إليك.
ولقد كمن لي أمس خمسة من أعدائك، فاستنزفوا جميع ما في جسدي من الدماء. - طب نفسا أيها الكونت، فإن ذلك الدم العزيز لا يضيع هدرا، وسأخطف روحا من أرواحهم عن كل قطرة سفكت من تلك الدماء. - ذلك ما تقوله باللسان أيها الدوق، وإنك ستبتسم لأول من تلقاه من أولئك الأعداء. - إذا كنت لا تثق بما أقول، فسر معي إلى اللوفر وسوف ترى ما يكون. - وماذا عسى أن يكون يا مولاي؟ - سترى بماذا أخاطب أخي الملك عن هذا الشأن. - إني أعرفك يا مولاي حق المعرفة، فأنت ستناضل عني النضال الشديد وتشدد النكير عما أصبت به من الغدر، وتطلب حقي بالحمية الصادقة والرأي السديد، ولكنك ستقبل أول ترضية تعرض عليك عن هذا الحق. - كفاك قحة أيها العنيد، واذهب معي فسترى ماذا أفعل.
ثم مشى الدوق بغير أن ينتظر جوابه، فتبعه الكونت وإلى جنبه امرأة سانت ليك فقال لها: قد سمعت ما كان بيني وبين الدوق، وإني لم أفعل ذلك إلا لأزيد من حماسته، وليطول الجدال بينه وبين الملك، فأغتنم هذه الفرصة لجمعك بزوجك.
Página desconocida