Sangre y Justicia: La historia del médico parisino que marcó la historia de las transfusiones de sangre en el siglo XVII
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Géneros
التجارب الإنجليزية في حقن الدم
أثارت فكرة الدورة الدموية الشكوك على مستوى جوهري في كل التصورات عن ماهية الدم ووظيفته. وأخذ علماء أكسفورد يقيمون سبيلين محتملين للدراسة، وهما حقن الدم ونقله. وفي عام 1639 - أي قبل مولد دوني بعام - بدأ فرانسيس بوتر العالم الأكسفوردي يدرس فكرة نقل الدم من حيوان لآخر. وقال إن هذه الفكرة خطرت له بينما كان يفكر في حدث يدور في قصة جيسون والمغامرون لبابليوس أوفيديوس ناسو. ففي قصة أوفيد، أعادت الساحرة ميديا الشباب لوالد جيسون العجوز بإعطائه شرابا يجمع بين ضوء القمر والصقيع وقطع من طيور البوم والسلاحف والذئاب والظباء والغربان. وسكبت ميديا شرابها في فمه بينما تركت دمه يسيل من جرح في رقبته. وطبقا للأسطورة، استعاد العجوز شبابه على الفور؛ فعاد لشعره الأبيض لونه الأسود السابق ، وامتلأت أوردته بالدم، واستحال شحوب بشرته إلى نضارة.
وتساءل بوتر إن كان من الممكن استبدال الدم القديم والمستهلك. وكانت محاولته لعلاج المرض المتكرر مسألة شخصية، حيث كان يعاني من نوبات صرع. وشهدت سنواته السبع والعشرون في كلية الثالوث في أكسفورد حصار المدينة، كما شهدت تلك المرحلة تسجيله تعليقاته في مدوناته على عدد المرات التي جاء فيها هارفي ليلقي نظرة على بيض الدجاج في حضانات الكلية. وكان ذلك لأن هارفي تابع تطور أجنة الدجاج داخل البيض، كما كان يزور حجرة زميله رالف باتهورست بصفة شبه يومية. وبحلول عام 1651، أصبح بوتر وهارفي صديقين حميمين، واستمتع كل منهما بتوسيع مدارك الآخر. واتضح أن ذلك عاد بفائدة كبيرة؛ إذ لم يكن بوتر - على عكس هارفي - محبا للقراءة إلى حد كبير.
وبمجرد انتهاء الحصار، انتقل بوتر إلى منزل كاهن الأبرشية في كيلمينجتون بمنطقة سومرست، حيث ارتدى ملابس ناسك أو راع قديم وعاش وحيدا، سعيدا بخروجه من صخب المدينة المليئة برجال الحاشية. كان بستانيا شغوفا، وكان وجهه الطويل الشاحب يرى من فوق الشجيرات الطويلة المشذبة بعناية على شكل مربعات. كما أنشأ مختبرا خاصا، وأجرى فيه سلسلة من التجارب. كان يحب اختراع الماكينات، فعمل نجارا وحدادا في آن واحد ليحول حلمه إلى حقيقة. وكانت إحدى آلاته نظام بكرات مصمما خاصة لرفع أواني بحجم البراميل من بئر غائرة العمق. وكان أوبري أحد أصدقائه الأقرباء القلائل، وكان منبهرا بتلك الآلة. كما كان بوتر مهووسا بالدراسات اللاهوتية التي تهدف إلى إثبات أن البابا عدو للمسيح، وفي كتابه الوحيد «تفسير الرقم 666»، سعى مثل كثيرين غيره لإيجاد تفسير رياضي لرقم الوحش في سفر الرؤيا.
بدأ بوتر - في المنزل المخصص له في الأبرشية - السعي وراء هدفه الذي يرمي إلى سحب الدم من دجاجة وحقنه في أخرى. لكنه واجه مشكلتين؛ الأولى: أنه واجه صعوبة في استخراج الدم، والثانية: أن الدم كان يتجلط قبل أن يتمكن من نقله إلى أي حيوان آخر. ولم يكن إجراء التجربة على الدجاج بالفكرة المثلى لأن الدجاج صغير في الحجم وكان إدخال الأنابيب إلى أوعيته الدموية من الصعوبة بمكان.
وفي السابع من ديسمبر عام 1652، كتب بوتر إلى أوبري واصفا الموقف:
سيدي العزيز
يؤسفني أنني لا أستطيع أن أقدم لك الآن رواية أفضل للتجربة التي ترغب في معرفة تطوراتها. إنني أشعر بالإحباط بداية (والمشكلة هي قلة خبرتي؛ حيث إنني لم أجر مثل هذه التجربة على أي مخلوق من قبل) لأنه بالرغم من محاولاتي المتكررة، لا أستطيع الوصول إلى الوريد وسحب الدم منه بقدر كاف.
لقد صنعت وعاء شفافا رقيقا قليلا من حوصلة دجاجة - هذا الوعاء يشبه المثانة قليلا. وثبت أنبوبا عاجيا في أحد عنقيه. وقد أدخلت هذا الأنبوب في وريد في أدنى مفصل في الساق. وهو وريد كبير وظاهر. إلا أنني لم أستطع استخراج أكثر من قطرتين أو ثلاث من الدم عبر الأنبوب إلى الوعاء الذي يشبه المثانة.
كنت سأرسل الوعاء والأنبوب إليك مرفقين بخطابي، لكني خشيت ضياع الخطاب. في المقابل، رسمت رسما تقريبيا لهما لترى ما أحاول فعله: (أ) عنق الحوصلة الذي يصل إلى فمي لأتمكن من الشفط. (ب) العنق الآخر الذي يصل إلى الأحشاء. ويمكن توصيل أنبوب آخر بطرفه وإدخاله إلى وريد كائن حي آخر في الوقت ذاته. (د) أنبوب عاجي منحن قليلا، وموصول بالحوصلة. (ه) تجويف الوعاء أو الحوصلة.
Página desconocida