Sangre y Justicia: La historia del médico parisino que marcó la historia de las transfusiones de sangre en el siglo XVII
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Géneros
كان الأسير هو أنطوان موروا ذا الأربعة والثلاثين عاما، وكان خادما يعيش في قرية تبعد نحو 10 أميال عن قلب باريس. وطوال سبعة أعوام أو ثمانية، كان يعاني نوبات جنون، كانت كل منها تستمر لعشرة أشهر أو يزيد. وفي أثناء تلك النوبات، كان يصير عنيفا، وكان ينزع إلى الركض في الشوارع عاريا، وكان يشعل النار في البنايات إن استطاع. ولا عجب أنه سرعان ما لحقت به السمعة السيئة في الحي الذي يقطن فيه.
وقبل نحو عام، بينما كان في إحدى فترات اتزانه العقلي، تزوج بيرين - وكانت شابة صغيرة استطاع إقناعها بأن نوبات الجنون التي تعرض لها لم تكن سوى مرض عابر وانتهى وأنه شفي الآن. بدا أن الزواج بدأ جيدا، لكن للأسف بعد بضعة أشهر تدهور سلوكه من جديد. في البداية، تمكنت زوجته من احتوائه، ورغم أنها تعرضت للاعتداء في غير مرة، فقد قيدته هي وبعض الأصدقاء من أجل الحفاظ على سلامته وسلامة من حوله.
كان هناك كثيرون ممن هم على استعداد لتقديم المشورة بشأن وسائل العلاج لحالة أنطوان. فقد كان من الواضح أن هناك سببا وراء ذلك السلوك العنيف، ووفقا للمبادئ التي اتبعها معظم الأطباء وقتها، فقد كان الاحتمال الأكبر هو أن دم أنطوان هو السبب. فربما كانت لديه كمية زائدة منه، أو أن كمية الدم كانت مناسبة لكنه كان ملوثا. وفي كلتا الحالتين، كان الخيار الأفضل هو التخلص من بعض دمه.
أجرى الأطباء والحلاقون المحليون عملية فصد دماء لموروا ثماني عشرة مرة مختلفة، وهي طريقة كان يعتقد أنها تتخلص من الدم الفاسد وتعيد التوازن الصحي وتمكن من التعافي. كما أعدوا له أربعين حماما أو أكثر، كانت خليطا من الأعشاب والمواد الكيميائية وغيرها من العناصر النشطة. لكن شيئا لم يتغير. وفي أسلوب مشابه، ربطوا على جبهته العديد من الوصفات العلاجية، لكن دون فائدة. وفي المقابل، كان أنطوان يتحرر من قيوده ويفر هاربا من آن لآخر.
شكل 1-1: جون باتيست دوني. أعيدت طباعتها بإذن من متحف تاريخ الطب.
في تلك الليلة الشتوية الحالكة، كانت زوجة موروا تمشط الشوارع والأزقة والحقول والترع بحثا عنه، أو حتى أملا في أن تجد أثرا يشي بمروره المخرب. لكنها لم تعرف مع ذلك أنه قد وصل إلى قلب باريس وأن عسس الليل قد اعتقلوه. ولسبب ما، جذب هذا الرجل انتباه مونتمور. لن نعرف أبدا إذا كان ذلك نابعا من الشعور بالشفقة أو الفضول، لكن مونتمور بعدما لم يجد مكانا مناسبا له في أي مستشفى، اصطحبه إلى البيت وأرسل في طلب أصدقائه.
كانت فكرة مونتمور بسيطة بقدر ما هي ثورية؛ فقد علم في الأشهر الأخيرة أن اثنين من أعضاء أكاديميته - دوني وإميري - يجريان تجارب على فكرة نقل الدم فيما بين الحيوانات المختلفة. ففي منتصف القرن السابع عشر، كانت أية أفكار تتعلق بالجسد تتمحور حول فكرة مفادها أن دم الإنسان يحوي العناصر الحيوية لروحه. وقد أثار هذا احتمالية جديدة. فهل يمكن لإفراغ دم الإنسان الفاسد وإحلال دم نقي طاهر من حيوان مستأنس محله أن يعالج سلوك شخص جامح وخطير؟ هل يمكن لدم الحمل مثلا أن يغسل خطايا الإنسان فعليا؟
ومع دخول دوني وإميري إلى الحجرة، تحولت إليهما كل الأنظار وخفتت المحادثات إلى تمتمة. تقدم الرجلان وانحنيا تحية لمونتمور وأصدقائه المجتمعين وتقديرا لإيماءاتهم وابتساماتهم المرحبة وقبعاتهم المرفوعة. اصطحبهما مونتمور إلى موروا، ووقف الثلاثة معا ريثما أطلعهما مونتمور على تاريخ الحالة كما رآها. وكانت المهمة التي كلفهما بها هي أن يقررا ما إذا كان موروا مرشحا ملائما لنقل الدم.
كانت المخاطرة كبيرة. وكان بين الحضور كثيرون بالتأكيد ممن يأملون أن تكون الحالة مناسبة لنقل الدم من أجل أن يتمكنوا من شهود التجربة ورؤية قفزة سريعة إلى الأمام في مجال الطب العلمي سريع النمو. أما الآخرون فكانوا متشككين أو ساخطين تماما. فإذا حدث أي شيء للمريض، فستعرف باريس كلها بالخبر، وستكون حياة دوني العملية - وربما حياته هو نفسه - على المحك. أما إن نجحت التجربة، فمن المؤكد أن دوني سيحفر اسمه في سجل التاريخ.
اللعب بالنار
Página desconocida