96

Dalil Wa Burhan

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Géneros

ونحن نبتدئ في مسائل الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف - رضي الله عنه - مسألة ليتضح لنا تفسير مجملها ، والمعذرة إلى الله تعالى ، وإلى من بلغه كتابنا أن يظهر لنا من علمه ما يكشف عنها به الغمة ، فإن هذا الأمر المتعلق بالدين شأنه عظيم ، وخبره جسيم ، ولا يسعنا فيه إلا الحق عند الله تعالى ، فإن علومنا ضعيفة وأحوالنا خفيفة وعقولنا كليلة وأيامنا قليلة ، مع ظهور الفتن وكثرة المحن ، أعاذنا الله وإياكم من سوابق الشقا وجعلنا وإياكم من أهل الهداية والتقى .

واعلم أن السؤال في كل مسألة من هذه المسائل على أربعة أوجه : أولها البرهان . والثاني : ما حال المختلفين . والثالث : ما حال الجاهل . والرابع : ما حال الشاك .

أما من طريق التلقى والقبول ، فلابد من التقليد ، والتقليد غير مأمون الخطأ ، وليس صاحبه على بصيرة من أمره ، فإن كان عن تقييد فلابد من البرهان ويصير ديانة بين موسع ومضيق ، ويقطع عذر المخطيء ، والبراءة من وراء ذلك ، وقد ورد عن المشايخ الاختلاف والوجهان ، ولا تكفير .

وكان الشيخ أبو يحيى زكريا بن أبي بكر يتعجب من قول أبي الربيع سليمان ابن يخلف : ( والبراءة فيها وجهان ) .

وقد قال الشيخ أبو جزر يغلا بن زلتاف - رضي الله عنه - : ( لم يبلغنا من العلوم أن البراءة تجب بالرأي ) .

فإن قال قائل : فما الحكم في الجاهل ؟ وهل على المضيق أن يلزمه الشرك وأحكامه من القتل والسبي والغنيمة والبراءة أم لا ؟

Página 22