وإنما ذكر الناظم صراط أثناء الجموع مع أنه ليس منها لوقوعه في الفاتحة، ولمشاركته لبعض الجموع في الخلاف.
وقوله: بنات معطوف بثم أما على: ربانيون المرفوع فيرفع وأما على ربانيين المخفوض فيخفض.
ثم قال:
وعنهما روضات قل والجنات ... ..................................
وبينات منه فاكهين ... كيف أتى وفي انفطار كاتبين
أخبر عن الشيخين باختلاف المصاحف في حذف ألف روضات، وما ذكر معه وفي أثباته فقوله: روضات على حذف مضاف، أي: وعنهما خلف روضات بدليل أن الكلام في سياق الخلاف.
أما روضات والجنات، ففي الشورى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ﴾ ١.
وأما بينات منه ففي فاطر: ﴿فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ﴾ ٢ وقد قرأه مكي والبصري وحمزة، وحفص بحذف الألف على الأفراد، واحترز بقيد المجاور وهو لفظ منه عن غير المجارو له نحو: ﴿آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ ٣ فإنه لا خلاف في حذف ألفه.
وأما فاكهين كيف أتى أي بواو أو ياء ففي يس: ﴿فِي شُغُلٍ فَاكِهُون﴾ ٤، وفي الدخان: ﴿وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِين﴾ ٥، وفي الطور: ﴿فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ﴾ ٦ وفي المطففين: ﴿انْقَلَبُوا فَكِهِينَ﴾ ٧ وقد قرأ حفص هذا الأخير بغير ألف كما قرئ بذلك خارج السبعة في الجميع.
وأما كاتبين ففي الانفطار في آية: ﴿كِرَامًا كَاتِبِين﴾ ٨ واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: ﴿وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُون﴾ ٩ في الأنبياء.