Dalalat Shakl
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
Géneros
وهو أيضا ما أفضى به ليوناردو دافنشي بصريح العبارة حين قال «إن أعظم تصوير هو الأقرب إلى الشيء المصور.»
وما يزال العامة في كل مكان يثنون على الأعمال الفنية لأنها شبيهة بالحياة أو «واقعية»، وما يزالون يعتبرون الفن مرآة للطبيعة، ويرون اللوحات الفنية وسيلة «إيهام»
illusion
يصطنعها المصورون حتى يجعلوا الناظر يتوهم أنه يرى الطبيعة نفسها حين لا يكون أمامه سوى مسطح من الألوان والخطوط والأشكال، وخلال تاريخ الفن بذلت جهود كبيرة لاستحداث أساليب تزيد من قوة التشابه مع الواقع؛ ففي عصر النهضة المتقدم، على سبيل المثال، كرس قدر كبير من التصوير للتغلب على مشكلات المنظور، بحيث يمكن تحقيق الشكل ذي الأبعاد الثلاثة على قماش ذي بعدين، وفي القرن التاسع عشر، عندما كانت هذه المشكلات قد حلت إلى حد بعيد، بذلت جهود كبيرة في حركة الانطباعية من أجل التعبير بدقة عن تألق الضوء على السطوح الملونة.
3 (1) محاكاة الكلي
من الجدير بالذكر أن المحاكاة التي نادى بها أرسطو تختلف اختلافا بعيدا عن «المحاكاة البسيطة» التي تنسب (خطأ) إلى أفلاطون،
4
إن المحاكاة عند أرسطو هي محاكاة انتقائية خلاقة، تعبر عن «الكلي» بحق في التجربة البشرية ولا تكتفي بالترديد الحرفي للمجرى المألوف للتجربة، فليس من مهمة الشاعر، في رأي أرسطو، أن يروي ما حدث، فالشعر أقرب إلى الروح الفلسفية من التاريخ وأرفع منه؛ إذ إن الشعر يتجه إلى التعبير عن الكلي، بينما التاريخ يعبر عن الجزئي؛ فالتراجيديا مثلا لا تكتفي بأن تكشف لنا عما يحدث لأوديب، ذلك الإنسان الجزئي أو الخاص، وإنما تبين ما يمكن أن يحدث لأي فرد له نفس الشخصية ويوجد في نفس الظروف أيا ما كان زمانه ومكانه؛ إذ إن علاقة العلة والمعلول التي تكمن من وراء حياة الإنسان هي في أساسها واحدة، ومن هنا فإن الدراما تكشف عن حقيقة من حقائق الحياة تتسم بأنها أعم وأعمق من السيرة التي تسرد حياة يوم بيوم.
وقد توسع مفكرون لاحقون في فكرة المحاكاة الأرسطية، وطوروها إلى ما يمكن أن يسمى «محاكاة الماهيات»
imitation of essences ، ومن أبرزهم الدكتور صموئيل جونسون الذي رأى أن أهم ما يميز شكسبير هو أنه يصور الكلي أو العام في التجربة الإنسانية، وأن أشخاصه يسلكون ويتكلمون بتأثير تلك الانفعالات والمبادئ العامة التي تحرك الأذهان جميعا، ومن أبرزهم في مجال الفنون البصرية السير جوشوا رينولدز
Página desconocida