============================================================
ومعالجة اسباب الطبيعة فكانت المشخصيات الرئيسة من قوى الطبيعة مفسرة بمعطيات العبادة الدينية. فابن القاص راوية وقاص للحدث نقل الرواية على علتها، ولكن مروياته تكشف عن صراع الإنسان مع الحياة، وقصة الخلود بإصرار على الانتقال الى المرحلة الحضارية، فحين شغل بنظام الكون ووصف البلدان وأقاصيصها "لم يغفل ابن القاص التفكير في تفسه وماهيته الصوفية والرحلة الملكوتية في الكون.
وقد جاء تقسيم كتابه على أساس ابتداء الخليقة وانتهائها، فكان مبحثه في مكة، وقصة بناء الكعبة رمزا للكون، والمدينة رمزا للمسيرة الدينية للبياءثم باشر بالجنان والقصور في البصرة والخورنق والسدير وبيت المقدس وللقسطنطينية والرومية،ثم ينقلنا للبحث عن الحياة والموت فى قصة الخلود والفناء عبر أصحاب الكهف وسد ياجوج وماجوج وإرم ذات العماد وقصر مشيد وأصفهان ثم ينتهي بفناء الدنيا والإنسان في خراب البلد مصيرا محتوما.
بأسلوب نادر قل نظيره روى لنا أبن القاص قصة الخليقة والفناء ومسيرة للدنيا والإنسان :
Página 75