Dadaísmo y surrealismo: una introducción muy corta
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
الأذن مخلوقة ليداعبها اللسان، لا القضيب ...
جورج سادول :
وفي الأنف؟
بول إيلوار :
لا أحب ذلك؛ فأنا أكره الأنوف بسبب عقدة شخصية. أعارض هذا.
أبرزت تلك الجلسات - التي لم ينشر منها سوى جلتسين في دورية «الثورة السريالية» - التحيزات الذكورية والمعارضة للمثلية بعمق للحركة، وقد هدد بريتون بمغادرة الغرفة عندما جنح النقاش في واحدة من تلك الجلسات إلى قبول المثلية الجنسية، ودنا من الفكرة أكثر من اللازم. وفي موقف آخر، خاطر لويس أراجون الذي بدا أنه أكثر انفتاحا، خاصة فيما يتعلق بالمثلية الجنسية، بأن قال إن النقاش المعني «قوض جزئيا» بفعل «هيمنة وجهة النظر الذكورية».
ثمة وجهة نظر ذكورية تسود لا محالة في الكم المهول من الفن الشهواني، سواء البصري أو اللفظي، الذي أنتجته الحركة. وربما من أكثر الأمثلة المتعنتة في هذا الصدد رواية جورج باتاي المسماة «قصة العين»، وهي قصة إباحية نشرت لأول مرة تحت اسم مستعار، ألا وهو اللورد أوخ، عام 1928. وعلى الرغم من أنها ليست نتاجا سرياليا صرفا، فإن خيالاتها الهوسية والصادمة المتعلقة بالجنس والعنف، التي تنطوي في مرحلة ما على اغتصاب البطل والبطلة قسيسا وقتله؛ أقرب إلى السريالية منها إلى خلافها من كتابات تلك الفترة. في عام 1957، رأى باتاي الشهوانية «موافقة للحياة على شفير الموت»، وهو الموقف الفلسفي الذي يدين بشكل أكثر عمقا لفكر الماركيز دي ساد، ولو أنه تفوح منه بعض الشيء رائحة العلاقات بين الجنس والموت، المميزة للحقبة الأخيرة من القرن التاسع عشر. وبالمقارنة، هناك القليل في أعمال الفنانات السرياليات من هذا الصنف، ومن بين هذه الجماعة الصغيرة من النساء اللائي بلغن مرتبة التميز في الفضاء السريالي في الثلاثينيات، تتجلى فحسب ميريت أوبنهايم (شكل
3-7 )، وتوين (ماري سيرنونوفا) من جماعة تشيكوسلوفاكيا، والرسامة الأرجنتينية/الإيطالية ليونور فيني باعتبارهن مناصرات مكرسات جهودهن للتجربة الشهوانية الأنثوية. فيني التي احتقرت التوجهات الأبوية السلطوية لبريتون تحديدا، قلبت الأشكال النمطية الشهوانية من خلال صور لأجساد ذكورية واهنة خنثوية، تتسلط عليها آلهة أنثوية وترأس شئونها. في عام 1944، أضافت صورا إيضاحية لطبعة من رواية ساد بعنوان «جولييت»؛ حيث احتفت، بأسلوب خاص جدا، باستقلالية «امرأة سادية» يحركها دافع الجنس.
يعتبر الماركيز دي ساد الذي أثنى عليه بريتون في البيان الثاني للسريالية لكونه «سرياليا في ساديته»؛ رمزا محوريا لتقييم التوجهات السريالية نحو الجنسانية. فالأرستقراطي والإباحي الفرنسي السيئ السمعة، الذي اشتهر في القرن الثامن عشر، لفت انتباه السرياليين لأول مرة من خلال جيوم أبولينير، وتلقى ثناء من الجماعة إذ أضفى قيمة أخلاقية على حق الرجل في الإشباع الشهواني. اعتقل ساد وزج به في السجن أغلب حياته بسبب ممارساته «المنحرفة»، وعلى رأسها السدومية. وعلى الرغم من أن المعرفة المتعمقة بالموقف الفلسفي لساد لم تنشأ حتى منتصف الثلاثينيات، كنتيجة لتحقيقات الشاعر والمؤرخ موريس هين المنتسب إلى السريالية، فمن الممكن استيعاب قراءة السرياليين له بالنظر إلى صورة مان راي الفوتوغرافية الصادرة عام 1933 تحت عنوان «تذكار لدوناتا ألفونس فرانسوا دي ساد».
وضع مان راي صليبا معكوسا فوق الصورة الفوتوغرافية بحيث يتوافق مع الشق الفاصل بين الردفين، لكن من الواضح أن للصليب أيضا مضامين قضيبية/اختراقية ترتبط بممارسة ساد للواط. في «أبحاث عن الجنسانية» الخاصة بالسرياليين، أعلنوا أنهم أنصار للسدومية (المغايرة للجنس)؛ حيث اعتبروا تلك الممارسة، في سياق إشباع الرغبة بلا مقابل، فعلا يستهزئ رمزيا بفكرة أن الجنس - تحديدا بحسب فهم الكنيسة له - «واجب» تناسلي. ومن المهم آنذاك أن فرنسا خلال تلك الفترة كانت مهووسة بمعدل الإنجاب المتدني لديها، وحقيقة أن الإنجاب كان يعتبر في حقيقة الأمر واجبا وطنيا؛ ومن الواضح إذن أن صورة مان راي تجمع ما بين معتقدات مناوئة للتناسل والدين والقومية في قالب واحد. وأيا كانت الأسئلة التي يجوز أن نطرحها حيال الطبيعة الجبرية والعنيفة للأنشطة التي روج لها ساد، ومن المهم التشديد على أن السرياليين عموما تصوروا الجنس بمفردات مشتركة، فقد استوعبوا ساد أساسا على اعتبار أنه يناصر حقوق الجسد في مقابل حقوق الكنيسة والدولة.
Página desconocida