Dadaísmo y surrealismo: una introducción muy corta
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
هذا المثال اللافت لإعادة إحياء الجوانب المحرمة للتجربة الجسدية، يدلل على موطن قلق أكبر في الدادائية والسريالية من رفض المعايير الأخلاقية التقليدية. ولكن، هل كان كل ذلك يرقى ببساطة إلى هجوم أوديبي على الثقافة الأبوية، أم كان هناك دور جديد متخيل للجسد؟
في الدادائية، من المذهل أن نجد أن الجسد نادرا ما ينظر إليه في سياق حسي. من المعترف به أن الرقص لعب دورا بارزا بوضوح في بعض العروض الأدائية بمعرض الدادائية الخاص بجماعة زيوريخ؛ فلقد ابتكر رائد الرقص المجري المولد رودولف فون لابان - الذي أسس رقصاته، متحديا المبادئ الكلاسيكية، على الحركات العضوية للجسد ومبادئ التوتر والاسترخاء - عددا من الإسهامات في الأمسيات الدادائية، بمعية راقصته النجمة ماري ويجمان المتخصصة، بحسب تعليق أحد النقاد، في «التشويه الأنيق». كتب هوجو بال مؤسس الدادائية، الذي كان مناصرا متحمسا للأشكال الجديدة للرقص، عن رقصة تجريدية بعنوان «أنشودة السمكة الطائرة وأحصنة البحر»، أدتها بمعرض الدادائية عام 1917 صوفي تاوبر زوجة هانز آرب: «كانت رقصة حافلة بالشرارات والأشواك والأضواء المبهرة ... تفككت ملامح جسدها وكل إيماءة منها إلى مائة حركة دقيقة وزاوية وحاسمة.» وعلى الرغم من ذلك، فهذه الرقصات المبتكرة التي تنم عن محاولة للتخلص من مجموعة العادات المقيدة للتعبير، والتي كانت منسجمة - بحسب أيديولوجية لابان - مع تجارب أسلوب الحياة البديل الذي ينطوي على العري والتغذي بالنباتات الصرفة؛ لم تحفزها مخاوف الدادائية بالمعنى الحرفي الدقيق؛ فهي تتنافر بعض الشيء مع الجوانب الأكثر حدة والأشد فوضوية لأداء الدادائية، بما في ذلك «الرقصات الزنجية» التي أداها رجال الدادائية.
وبخلاف ذلك، فإن الأجساد التي نجدها، على سبيل المثال، في الرسوم الجرافيكية لدادائية برلين والمنسوبة إلى جورج جروتس (شكل
2-9 )؛ يفسدها الوجود الحضري وآثار الحرب. في قصيدة ظهرت في منتصف عام 1917، تتأمل الانهيار العصبي الذي أصيب به جروتس إثر مشاركته في الحرب، يصف جروتس نفسه بأنه «آلة تحطم مقياس ضغطها تماما»، وسجل أغلب دادائيي برلين آثار اضطرابات الصدمة الناجمة عن الحرب، مثل «صدمة القصف» على أجساد الشخوص التي رسموها وتعبيرات وجوهها. ويجوز حتى فهم أشعار هاوسمن الرصينة على اعتبار أنها تحاكي استعادة القدرة على الكلام، المشوبة بتأتأة لدى المصابين بأمراض عصبية الخاضعين للعلاج. ومن المنطلق ذاته، يستدعي الأشخاص الميكانيكيون لدوشامب أو بيكابيا التغريب الجسدي، ربما استوجب الأمر إقامة حجة منفصلة لعمل دوشامب «الزجاجة الكبيرة»؛ فبالنظر إلى حقيقة أن المشاركين الجنسيين المتحولين ميكانيكيا مزودون، بحسب الملاحظات التي أرفقها دوشامب بعمله، بأشكال من الطاقة كالغاز والكهرباء، يمكن النظر إلى هذا العمل على اعتبار أنه يصور اقتصادا جسديا «إنتاجيا» حديثا، ولو أنه اقتصاد راسخ على نحو مستفز في الحوار القائم مع الطبيعة.
أنتج السرياليون، شأنهم شأن الدادائيين، صورا لأجساد جريحة أو مصابة، فعارضوا بذلك محاولات الحكومة الفرنسية لاستعادة الثقة الوطنية بعد الحرب، بتذكيرات عنيدة بالعنف الذي انطبع على أجساد الرجال خلال الصراع. أمست الشخصيات المدعومة بعكازات فكرة متكررة في أعمال دالي، لا سيما رسومه التي أنتجها خلال عامي 1933 و1934 لرواية «أناشيد مالدورور» للكاتب لوتريامون، وهو واحد من أهم الأعمال الإرشادية للسريالية، وفيه نجد الراوي مالدورور نفسه ممثلا كمحاكاة ساخرة لذكورة مخصية ومشوهة . ولكن، عندما تعلق الأمر بتمثيل الجسد الأنثوي، احتفى السرياليون به صراحة بما يتسق مع دوافعهم المغايرة للجنس؛ ومن ثم، فإن الجسد السريالي - ولو أنه متشظ كثيرا - مكرس للمتعة أغلب الظن أو للألم الممتع أكثر من تكريسه للصدمات. كتب بريتون أن: «القدرة الكلية للرغبة ظلت، منذ بداياتها، الفعل الإيماني الوحيد للسريالية.» واتساقا مع النزعات العلمية الزائفة للحركة، تم إجراء سلسلة من 12 «بحثا عن الجنسانية» فيما بين عامي 1928 و1932، سئل فيها أعضاء الجماعة، بأسلوب صريح بشكل مدهش، عن ممارساتهم وتفضيلاتهم الجنسية:
أندريه بريتون :
فالنتين، ما رأيك بفكرة الاستمناء وقذف المني في أذن امرأة؟
ألبرت فالنتين :
لم أكن لأحلم بذلك ...
بيير يونيك :
Página desconocida