Dadaísmo y surrealismo: una introducción muy corta
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
من الواضح مما ورد أعلاه أن اصطلاح النحت ملائم - وإن كان بشكل فيه مفارقة - ل «دولاب الدراجة الهوائية». يسخر هذا الغرض خلسة من النحت التقليدي بقدر ما يطعن في الشقاق الهرمي بين القاعدة والغرض المنحوت؛ فالمقعد يعتبر غرضا نفعيا شأنه شأن الدولاب، ولذا فهناك مساواة بين العناصر الهيكلية للعمل الفني. لقد حرر دوشامب الأغراض من البنى الهرمية للفن، وأعاد إضفاء طابع جمالي لها بشكل فيه مفارقة في الوقت نفسه. وهذا الاستخدام للأغراض الحقيقية كي تحل محل الأشكال المنحوتة، قد مثل بلا شك تحديا مهولا للتقليد، على الرغم من أن بيكاسو أدمج قماشا زيتيا وحبلا في لوحته «حياة جامدة مع كرسي خيزران» عام 1912. وكما في التركيب الصوري لدادائيي برلين، كانت هناك محاولة لتطهير الفن من مواده المألوفة، والانخراط ماديا مع عالم الإنتاج الصناعي الواسع النطاق.
يحتمل أن أهم تحد يمثله العمل الفني «دولاب الدراجة الهوائية» كان على مستوى التأليف. وشأنه شأن سلسلة الأعمال الفنية الجاهزة لدوشامب التي تلته، يطرح هذا العمل سؤالا محوريا عن طبيعة الفن نفسها. إذا كان الفن، كما ذكر دوشامب من قبل، من الناحية الاشتقاقية، يعني «أن يصنع المرء شيئا»؛ فقد برأ دوشامب نفسه بالكامل من هذا الالتزام.
لم يحول دوشامب الأعمال الفنية الجاهزة إلى شكل من أشكال الاستفزاز المفاهيمي إلا عام 1917، بعد نشر صورة «النافورة» (شكل
1-2 ). قبل ذلك، اختيرت الأغراض أغلب الظن على اعتبار أنها «لعب فلسفية» خاصة، وكما في حالة «دولاب الدراجة الهوائية»، لم تكن الأعمال الفنية الجاهزة بضرورة الحال أغراضا فردية. وبحلول أوائل العشرينيات - وربما لتسجيل الانشغالات الأدبية لجماعة الدادائية الباريسية الوليدة - كان دوشامب بصدد إنتاج «أعمال فنية جاهزة مساعدة» مثل «الأرملة/النافذة الجديدة»
Fresh Widow (1920)، وهي عبارة عن زوج من النوافذ الفرنسية بمقاس مصغر نسبيا، يحوي مربعات من الجلد الأسود اللامع بدلا من ألواحها الزجاجية. إن التفاعل بين العنوان والغرض مهم هنا؛ حيث يذكرنا مجددا بالأساس اللفظي للجماليات الدادائية/السريالية؛ فعند لفظ كلمتي العنوان بصوت عال بالإنجليزية، ينطمس الحرف الفاصل
n
بين الكلمتين، فيستدعي مجموعة من التداعيات الحرة الانطلاق، بما في ذلك السادية- المازوخية. شارك مان راي - وكان آنذاك واحدا من شركاء دادائية نيويورك المنسوبة لدوشامب - صديقه دوشامب دعابته السوداء؛ فقد يكون عمله الفني «هدية» عام 1921 من حديد مسطح، عليه صف من حبال الأشرعة البارزة بشكل عنيف من القاعدة الحديدية. إن التجميعات الدادائية على مثل هذه الشاكلة شغلت مكانة أسطورية بين سرياليي باريس.
في عام 1924، كتب الزعيم السريالي بريتون مقالة مهمة تحت عنوان «مقدمة لخطاب عن قصور الواقع»، وفيها ناقش بريتون كتابا غامضا صادفه في حلم من أحلامه:
كان ظهر الكتاب يحمل شكل عفريت خشبي، لحيته البيضاء المشذبة على الطريقة الأشورية قد بلغت قدميه. كانت ثخانة التمثال عادية، لكنها لم تمنعني من قلب الصفحات المصنوعة من قماش أسود ثقيل.
إن إيمانه بأن هذه الأغراض ينبغي نشرها وبثها من أجل «التشكيك» في «إبداعات «العقل» ومنتجاته»؛ بشر بإنتاج «الأغراض الوظيفية رمزيا » داخل السريالية. وعلى الرغم من ذلك، كان على مرحلة النشاط هذه أن تنتظر حتى عام 1931.
Página desconocida