Dadaísmo y surrealismo: una introducción muy corta
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
الدادائية الفرنسية
كانت كولونيا تقع من الناحية الثقافية بين ألمانيا وفرنسا، ومن ثم مال إرنست إلى التطلع إلى باريس بدرجة أكبر بكثير من غيره من الدادائيين الألمان، وفي نهاية المطاف، انتقل إلى باريس عام 1922. إن الدادائية في باريس مسألة معقدة من حيث روادها المتحولون وانتماءاتهم المتبدلة. ولدت الدادائية الفرنسية في أوائل عام 1919 مع وصول بيكابيا، سفير العدمية لدى الدادائية الذي نصب نفسه في هذا المنصب، وكان قد أمضى لتوه فترة في سويسرا، ظهر خلالها في زيوريخ حيث مثل بالنسبة إلى مؤرخ الدادائية هانس ريشتر «تجربة احتضار». كانت دادائية زيوريخ في مرحلتها الأخيرة عدمية على أي حال؛ حيث ألقى فالتر سيرنر على أسماع الناس «بيانا محررا أخيرا» كئيبا أثناء المسيرة العامة الأخيرة للحركة في أبريل 1919. وفي باريس، استضاف بيكابيا دوشامب الذي كان في زيارة جديدة لبلده الأم، وسرعان ما لاقت شخصية دوشامب الغامضة - والمتجلية في لمحات مثل العمل الفني المتمرد
LHOOQ ، الذي يتكون من تلك الأحرف (وتعني في الفرنسية «إنها تتمتع بمؤخرة رائعة» عندما تقرأ بصوت عال)، المكتوبة أسفل نسخة للوحة الموناليزا ذات شارب ولحية مرسومين بقلم رصاص - إعجاب مجموعة من الشعراء الباريسيين المجتمعين حول دورية «الأدب». وكان «قائد» تلك المجموعة باقتدار أندريه بريتون، وأبرز أعضائها : لويس أراجون، وثيودور فرانكل، وبول إيلوار، وفيليب سوبو.
كان بريتون ذو الشخصية الجذابة يتأثر بشدة بالآخرين، وكان الشاعر الفرنسي جيوم أبولينير - شريك بيكاسو والمؤيد الشديد للتكعيبية، الذي توفي عام 1918 - مهما لبريتون بشكل محوري؛ فمن أوجه عدة، قدر لبريتون أن يرث دور أبولينير كمحفز طليعي. وثمة أثر آخر كان يتمثل في صديق بريتون، ويدعى جاك فاشيه؛ وكان شخصا متأنقا أفضى به حسه الفكاهي اللاذع (حتى إنه أطلق على نفسه اسم «الفكاهي») وإحساسه بالعبثية، إلى الانتحار بجرعة أفيون زائدة بعد توقيع الهدنة عام 1919. في ظل تلك السوابق في ذهنه، علاوة على دوشامب، قام بريتون بابتكار نسخته الذهنية الخاصة من الدادائية.
في أوائل عام 1919، درس بريتون نموذج تريستان تزارا الذي ظهر بيانه القوي عام 1918 في الطبعة الثالثة من مجلة «الدادائية» التي نشرتها مجموعة زيوريخ. «إن مبدأ «حب جارك» محض نفاق، و«اعرف نفسك» مبدأ مثالي، لكنه مقبول بقدر أكبر؛ لأنه ينطوي على شيء من الدهاء. لا للشفقة. بعد المذبحة، لا يبقى لدينا سوى الأمل في إنسانية مطهرة.» هكذا كتب تزارا متحولا من خطاب العدمية إلى خطاب الفداء بأسلوب زيوريخ المألوف. وصل تزارا نفسه إلى باريس في يناير 1920، ولكن على مدار العامين التاليين، تولى بريتون - الذي أدى به نزوعه إلى البحث عن انسجام النظرة الاستشرافية إلى الاغتراب عن بيكابيا اللاسلطوي وكذلك عن تزارا - ريادة الطليعية في نهاية المطاف.
كانت الدادائية الباريسية سلبية صراحة في نبرتها، وعلى الرغم من أنها كانت معارضة للحكومة اليمينية التي تولت مقاليد الأمور في فرنسا إثر الحرب، فإنه نادرا ما كانت سياسية علنا كالدادائية في برلين، كما كانت بعيدة جدا عن الروح البنائية البدائية التي اتسمت بها المرحلة الأولى للدادائية في زيوريخ. وكانت تجلياتها الأساسية سلسلة من الاستفزازات العلنية التي قرأ بيكابيا واحدة منها على الملأ في مارس 1920، في بيانه المسمى «البيان الوحشي»:
ما الذي تفعلونه هنا، وأنتم جالسون على مؤخراتكم كمجموعة من الحمقى؟ ... ... أنتم أيها الجادون، تفوح منكم رائحة أسوأ من رائحة روث الأبقار .
أما بالنسبة إلى الدادائية، فلا تفوح منها أي رائحة؛ فهي لا شيء، لا شيء، لا شيء.
إنها مثل آمالكم: لا شيء.
مثل فردوسكم: لا شيء ...
Página desconocida