Dacaya Ila Sabil Muminin
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
Géneros
وما اكتشفه علماء الفلك وأطبقت عليه الأرصاد في العالم أمور مسلمة لا تقبل الرد ،وحيث لم يذكر القرآن ولا السنة المقطوع بها وصف الأجرام العلوية فالبحث عن كيفيتها ونظام سيرها البديع وما بينها من النسب والجاذبية والاقتران والدوران حول
نفسها أو حول بعضها واستمداد بعضها من نور البعض وخاصيتها وأبعادها ، ومدد سيرها ومسافتها وأقطابها وأشباه ذلك : علم جليل الفائدة عظيم العائدة يدلك على سر الوجود ولطيف صنع الله الذي أتقن كل شيء وترقى للكمالات الروحانية كما أثبته العارفون بأسرار النفس ، ويرشدك إلى ذلك قوله تعالى: ( لآيات لاؤلي الألباب) ، (لآيات لقوم يعقلون ) ، { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار } ( ص/ 27) في أمثالها من الآيات .
عجبا أن يطعن من له مسكة من العقل في هذه العلوم ويعدها كفرا ومخالفة الإسلام سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم .وقد خلى الجو للذين يشتغلون بها وينتفعون بأسرارها ونحن في غفلة معرضون نمر عليها ولا نشعر { وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون } ( يوسف / 105) كأنما حظ المسلمين الشقاوة .
والسماء لغة كل ما علاك { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم } ( البقرة /29 )
قال تعالى : في آية { ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين } ( المؤمنون / 17)
ماذا يقول الخراصون الذين هم في سكرة وغفلة عن آياته ؟ ألم يكن لهم إدراك يتفهمون به كلام العليم الخبير أم جبلوا على حب المعارضة والطعن في كل شيء لم تصله مداركهم ؟
Página 115