ولم يكن المؤلف أيده الله بمعزل عن الأحداث التي تعصف بالبلاد، فإنه لما قتل الإمام يحيى حميد الدين سنة (1948 م) واضطربت أمواج الفتن، كان له دور بارز في حقن الدماء وتسكين الدهماء، والحفاظ على السكينة العامة، والعمل على التعايش بسلام، وكذلك كان له نفس الدور عند قيام ثورة 26 سبتمبر عام (1962م).
ولم يتوقف أيده الله تعالى عن نشر المعارف وتدريس العلوم حتى في أحلك الظروف، فحلقات العلم قائمة والدروس مستمرة في سلم وحرب، وفي سفر وحضر.
وفي الستينات انتقل إلى نجران مع أسرته، وهنالك أحاط به طلاب العلم المتلهفون إلى سماع دروسه، فقام بدوره في نشر المعارف بعيدا عن وطنه، ثم انتقل إلى الطائف وهنالك أدى نفس الوظيفة، فما زال يتنقل بين نجران والطائف وجدة والرياض ومكة والمدينة وصنعاء وصعدة، وفي كل مكان يهطل على قلوب طلاب العلم كهطول الماء على الأكباد الظامئة.
وقد مد الله في عمره الشريف حتى أخذ عنه الآباء والأبناء والأحفاد.
وعلى الجملة فحياته مفعمة بالفضائل والأحداث، وهو المعروف بسعة الأفق وكرم الأخلاق والصبر والتواضع وإدامة النظر في الكتب والتتبع والبحث ، وهو اليوم في الثمانينات ولازال على وتيرة أيام الشباب، بحثا ومطالعة وإفتاء وتدريسا.
واستطاع أن يجدد كثيرا من الأساليب، ويوضح كثيرا من الرأى ، ويصحح كثيرا من المسائل الفقهية حتى أصبحت أنظاره محل احترام الجميع.
Página 12