============================================================
مقالات البلخي عيسى عليه السلام، وأشراط الساعة، وكرامات الأولياء، وكذا لم يرد ذكر الأسماء التي اشتهرت بعد هذا التاريخ مع أنهم معاصرين له. ومن الأمور بالغة الأهمية التي تستحق الوقوف عندها أن البلخي لم يتطرق في كتابه إلى الرد على الأشعري والماتريدي بالرغم من أنهما كانا معاصرين له، وقاما بمعارضته والرد عليه.
ومما يميز هذا الكتاب أنه كان واسعا في شمول الفرق الإسلامية، وذكر نزاعات الجماعات التي لم يكن من الممكن أن تكون فرقا، مثل: ضرار، وجهم.
فلذلك لا يعذ هذا الكتاب مصدرا خاضا بالمعتزلة، بل هو مصدر شامل لجميع جماعات المسلمين: وأخيرا، فإن من أهم مميزات هذا الكتاب أنه كتب بأسلوب سهل سلس، بعيد عن التعقيد والغموض، وكان جديرا بالتقدير والثناء، وذلك لنزاهته واتباعه المنهج المحايد والموضوعي في تناول المسائل، فقد كان أحيانا يعبر عن رأيه بقوله: "وإلى هذا أذهب". ومن الجدير بالذكر أيضا أنه يقول: "فرق أهل القبلة" عوضا عن "فرق الإسلامية".
كما وحرص المؤلف على نقل آراء المخالفين حتى لو كانت قبيحة بشكل محايد، قائلا عن نقل آراء المخالفين له: "... لأن المراد هو وصف المقالات، وأتا لا نستقبح حكاية وصف مقالاتهم، فكذلك لا نستقبح حكاية ما حكوا. وإذا وجدنا لأصحابنا أو غيرهم عبارة سيئة حكيناها على وجهها ولم نتكلف عبارة غيرها، إذ كنا إنما قصدنا الانتفاع بهذا الكتاب والنفع دون المفاخرة بحسن وصفه".
ويقول أيضا: "ولهم حجج كثيرة لم يجز أن نأتي عليها؛ لأن كتابنا هذا ليس كتاب محاجة، وإنما أردنا أن نذكر جملة".
Página 8