============================================================
مقالات البلخي بينهم وبين المحسوسات، أو ذكروا علة من العلل غير هذا.
قيل لهم: بالحس علمثم أن هذه العلل حق، وأن لما سألنا عنه وجوها أم بالنظر؟ فإن قلتم: بالحس فليس ينبغي أن يذهب ما قلم على ذي حاسة، وإن لم يكن نظارا أمر بالنظر، وإن كان نظر العقل أداكم إلى هذا فما يدريكم لعلكم غالطون فيه لبعض الآفات التي تعترض عندكم على أهل الديانات؟! ولعله انما هي هكذا عندكم، وهو عند غيركم على خلاف ذلك وضده.
3 ويقال لهم: نحن نعلم أنكم تعرفون رجوع أهل المقالات حسا، ولكن خبرونا ما يدريكم أن رجوعكم يوجب كؤن المستنبطات على ما وصفتم، أبالحس علمتم من أجل هذا أن حقائقها متعلقة بالعنود أم بالنظر والاستدلال؟ فإن قالوا: بالحسن؛ كابروا كل ذي حاسة.
وإن قالوابالنظر، قلنا لهم: فمايدريكم لعل نظركم هذا فاسد أو أنه صحيح عنذكم، فاسد عند غيركم؟ وما يدريكم لعلكم ستنقلون إلى غيره وضده؟
وبمثل هذا تكلم من أثبت علوم الحس وأبطل ما سوى ذلك.
فإن زعموا أنهم لا يدرون لعل ذلك كذلك، ولعل مذهبهم حق عندهم، باطل عند غيرهم، قيل لهم: فقولوا أيضا: إن الشخص كبير عند من بعد عنه، صغيؤ عند من قرب منه، والنائم ميث عند نفسه أو بالصبر أو في الماء حي عند المستيقظ بتعداد دور عندها، وإن ما يراه المبرسم على ما يراه عنده على خلاف ذلك عند الصحيح. فإن مروا على ذلك سقطت مخاطبتهم، وإن أبوا طولبوا بالفرق، ولن يفرقوا.
Página 570