============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات الاجتماع والاتصال - إلا عن جماع وحركق وإنما يقوم مقامهما وعلى السبيل الذي يحدث عليه وقتناهذا.
قال الرجل: يقال لأصحاب العنود، وهم الذين يزعمون بأنه لا حقائق للأشياء في أنفسها، ولكتها على حسب ما يعتقده المعتقذ؛ فالعالم حدث عند من اعتقده قديما، وإن ذلك كالطعام الذي يعافه بعض الناس، ويشتهيه بعضهم، وكالشيء الذي يغذو بعض الحيوان ويتلف بعضهم، وكالدواء الذي ينفع في وقت ويضر في وقت.
هل تقولون في المحسوسات بمثل الذي قلتموه في المستنبطات حتى يكون الشيء قريبا بعيدا عند من يعتقدة، صغيرا عند من يبعد عنه، كبيرا عند من يقرب منه؟ فهذا يصير إلى قول صاحب العناد.
وإن زعموا بأن لها حقائق لا تتعلق بالعنود، ولا يجوز فسادها؛ قيل لهم: فلم لا يكون هذا بعينه سبيل المستخرج المستنبط؟
فإن قالوا: لا يجد النظار يعتقد شيئا ثم ينفتل عنه إلى ضده.
قيل لهم: وقدنرى الحساسن يعتقد في البعد شيئا ثم ينفتل عنه عند القرب إلى ضده، ويعتقد في القريب شيئا ثم يرجع عنه عند البعد إلى خلافه، وكذلك الواجذ للعسل مرا، والغامز لإحدى عينيه، والذي يرى وجهه في السيف طويلا، ويرى ظله في القمر، والقمر في الماء. وكل هذا على قياس قولكم مشكل في حقائق المحسوسات.
فإن قالوا: كل ما هؤلاء غلطوا على حواسهم، وهذه(1) الآفات منهم أو (1) في الأصل: وهذا.
Página 569